مقاتلات شوليتا مصدر جذب سياحي في بوليفيا

يدرك أعتى المصارعين الرجال في العالم مثل هوجان وأندر تيكر وجون سينا وراندي سافاج وأندريه العملاق وذا روك أن العقل والمنطق والفطرة السليمة تحتم عليهم الابتعاد عن «أنجيلا اللطيفة» لأن أي محاولة لمضايقتها ستنتهي بما لا يحمد عقباه لأنها ببساطة مصارعة شرسة شعارها النصر أو الموت. وتنتمي أنجيلا إلى فرقة مقاتلات شوليتا وهن مجموعة من النسوة في إيل ألتو ببوليفيا يقدمن عروضاً في المصارعة الحرة تتسم بالشراسة رافعة شعار «أصحاب القلوب الضعيفة يمتنعون». وتعد مقاتلات شوليتا جزءاً من جماعة أكبر يطلق عليها «جبابرة الحلبة» تتكون من خليط من المصارعين الرجال والنساء، يقدمون عروضهم كل يوم أحد في مركز المدينة. ولا تتعدى تذكرة مشاهدة العرض دولاراً واحداً فقط، ويجتذب العرض آلاف المشجعين المتحمسين الذين يسعدهم أنهم يشاهدونه من خارج الحلبة ولا يتورطون فيه. وتنتمي مقاتلات شوليتا إلى سكان بوليفيا الأصليين من الإيمارا وكوتشوا وتختلف أزياء المصارعة وقواعدها هنا عن غيرها من بلدان العالم. طالع أيضاً .. لوحات تجسد دور غالا في المسار الإبداعي لدالي وهنا الانتصار للأقوى والأكثر شراسة، هنا الغلبة للنساء اللاتي تحجرت قلوبهن ولا يبغين سوى الفوز بقفزة بهلوانية أو «مسكة» قوية أو «لي الذراع» أو ضربة ساحقة ماحقة أو الدايفنج أو هارلي ريس. وتدخل كل مصارعة الحلبة وهي مرتدية شعراً مستعاراً مزيناً بالخرز والترتر وقبعة مستديرة وتنورة فضفاضة وثياباً متعددة الألوان. ويربح جبابرة الحلبة من كل جولة ما يقدر بـ 30 دولاراً، لذلك فإن المصارعة تعد عملاً ثانياً ومصدر دخل إضافياً للمصارعات إلى جانب أعمالهن الأصلية، بل إن بعضهن ربات بيوت لا يخرجن من منازلهن إلا إلى الحلبة ومنها يعدن إلى قواعدهن سالمات لتبدأ مرحلة تضميد الجراح والتأهيل والتعافي استعداداً للجولة المقبلة. وأنتج العديد من المسلسلات والأفلام الوثائقية عن مصارعات بوليفيا الشرسات من بينها فيلم «مصارعات شوليتا» و«نساء مدهشات». وهناك أكثر من ستين مصارعة محترفة في الفرقة من بينهن أنجيلا اللطيفة، سوزانا الجميلة، مارتا الأصلية وإلزا الرائعة. ولا يغرنك الأسماء أو الصفات لأنها نسبية ولا تدل على الحقيقة لأن أنجيلا اللطيفة يمكنها أن تكسر عظام أي رجل يضايقها أو حتى لا يعجبها مجرد شكله، كما أنها مشهورة بالشراسة داخل الحلبة. اقرأ أيضاً .. تكوينات نحتية بأسماك الزينة أما سوزانا بونيتا أو سوزانا الجميلة فهي نموذج للرشاقة والحركات البهلوانية، ودعك من مسألة الجمال لأنها خادعة، وهي تمتاز بالدهاء ولا يمكن أن تأمن مكرها إلا مع جرس نهاية الجولة. في المقابل تمارس مارتا الأصلية المصارعة من دون التزام بأية قواعد ولا تتوقف حتى تستسلم غريمتها، وهي تشكل مصدر إزعاج للحكام الرجال الذين يتحاشون إثارة غضبها. وتسعى السلطات في بوليفيا إلى جعل عروض مصارعة النساء مصدر جذب سياحي، وتخطط لتدشين حملة عالمية لإقناع الملايين من السياح بالسفر إلى بوليفيا لمشاهدة المباريات العنيفة الطريفة بصورة حية وسماع صوت تكسر العظام وصيحات الاسترحام وآهات الضحايا وصرخات الفرح للفائزات من المصارعات.