الاحد - 16 مارس 2025
الاحد - 16 مارس 2025

مشاجرة هارودز

بين الفينة والأخرى نرى فيديوهات لشباب خليجيين في أوروبا تقشعر من تصرفاتهم الأبدان، بل أصبحت عادة في الصيف، ولكن يبدو أن هذا العام أتت هذه الممارسات مبكراً في مشاجرة بـ «هارودز» الذي له قصة أخرى مع الخليجيين. هذا الصرح القديم والأنيق لا يمكنك الاقتراب منه بسبب الأعين التي تتربص في دخولك وخروجك من قبل حفنة من الخليجيين الذي يؤذون المتسوقين، فإن كان ذكراً لاحق النساء حتى يخرجن، وهو يعتبر نفسه «الأملح» و«الثري» الذي يريد أن يتعرف إلى نساء من طبقات مخملية، والنساء كذلك يلجأن إلى العمل نفسه بنظراتهن الثاقبة، وخاصة إن كان في يد الشاب كيس من ماركة عالمية أو يرتدي ثياباً باهظة الثمن، ولو لم يكن أنيقاً، ولا يعلمون أن شعار «هارودز» الأول كان «كل شيء لكل الناس في كل مكان». بل تراهم يتراقصون بالقرب منه ويتفاخرون بسياراتهم أمامه لتكتب الصحف البريطانية كل عام عن المشكلات التي يحدثونها من ضجيج وسرعة بين الأحياء السكنية، لكنهم لا يبالون بالمخالفات، فهو فوق القانون بحفنة المال التي لديه، ويريد من الكل أن يعلم أنه ثري وقادر على كل شيء حسب نظرتهم المراهقة التي شوهت صورة الخليجيين أمام العالم. شخص أوضح لي أنه يجمع المال طوال العام ليسافر وينفق كل ما أدخره في أسابيع قليلة، يا للمسكين لا يعلم أنه مصاب بمرض النقص، ويريد أن يرضي رغباتهم بهراء وتصرفات عوجاء أمام الغير، وما هي إلا حالة انتشاء سرعان ما يفقدها ليرجع منكسراً أمام المقاهي ليجمع مالاً منتظراً الموسم المقبل. هناك العديد من المقالات التي كتبت في السابق وتهدف إلى تثقيفهم والبعض تناول طرق علاج هذه التصرفات، ولكن يبدو أن هذه الممارسات هي التي تتأقلم وتنتشر بين الناس لما يرونه في شخصيات تقوم بهذه الأفعال! وكرواد التواصل الاجتماعي الذين يعطون كل الأهمية من قبل مؤسسات حكومية ويحصلون على صوت يدافع عنهم في وسائل التواصل ويعبرون عن حريتهم في التصرف. وأعتقد أن لديهم هذه الحرية بالتباهي وإنفاق أموالهم كما يشاؤون وإخراج أمراضهم خارج الدولة بدل ممارساتها في طرقاتنا ومراكزنا التجارية التي يعرفون أن إساءة الأدب بها يوازيه عقاب شديد، ولكن الرجاء هو أن يخرجوا قيحهم في أماكن لا نراهم فيها .. فليتسكعوا في النوادي الليلية أو كازينوهات لندن أو الأحياء المقيتة وليس بين الناس والعائلات، في كل مرة أزور عاصمة الضباب أشاهد مسرحية باي باي لندن التي مر عليها 36 عاماً لعلي أرى شيئاً قد تغير من تصرفات أصحابنا! m.alzarooni@alroeya.com