2017-03-21
انتشرت في الأيام الماضية مقاطع يقوم فيها بعض الشباب بتعذيب بعض الحيوانات بطريقة وحشية، فالأول يجعل الكلاب تنهش قطة وهي حية، والآخر يضربها بكل ما أوتي من قوة ويرميها بعيداً، فهل من الشجاعة أن تظهر قوتك على امرأة أو عامل أو طفل أو بهيمة؟
والعجيب أن بعضهم يصور نفسه وهو يجاهر بالقسوة والظلم، برغم أن أغلبنا يعلم خطورة الظلم وعاقبته الوخيمة، ولكن القلوب إذا قست فعلت كل شيء، ومن المقاطع المؤلمة التي شاهدتها بنفسي قيام بعض الشباب في دولة خليجية بحرق بعض الحيوانات وهي حية، وهم يضحكون وكأن شيئاً لم يكن، فنعوذ بك اللهم من قسوة القلب.
قال عليه الصلاة والسلام «لا تنزع الرحمة إلا من شقي»، والشقي ينسى أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وأن عاقبة الظلم ستعود على الظالم ولو بعد حين، حتى وإن كان المظلوم من بهيمة الأنعام، وثبت عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما، أن النبي عليه الصلاة والسلام، دخل بستاناً لرجل من الأنصار فإذا جمل، فلما رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم، فمسح ذفراه فسكت، فقال: من رب هذا الجمل، لمن هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه.
فتأملوا في شدة رحمة النبي عليه الصلاة والسلام حتى مع الدواب والبهائم، فكيف بظلم امرأة أو عامل ضعيف أو طفل صغير؟
ومن الضروري جداً معاقبة كل من يجاهر بالقسوة والظلم بعقوبات رادعة وحازمة، كي يرتدع كل من تسول له نفسه القيام بمثل هذه الأمور، فإذا وجد القساة أن مجاهرتهم بالظلم ستمر مرور الكرام هانت عليهم هذه المعصية القبيحة وسيتمادون فيها، ويضاف إلى العقوبة أهمية الاستمرار في توعية جميع أفراد المجتمع بخطورة المجاهرة بما يخالف الشرع والقانون والنظام، فالمجتمعات المتحضرة مجتمعات مثقفة واعية تعرف النظام وتتقيد به.
a.kamali@alroeya.com