الاثنين - 18 نوفمبر 2024
الاثنين - 18 نوفمبر 2024

معضلة حليف الحليف

السيناريو الأسوأ الذي يشغل اليابان .. هل ستواجه كوريا الشمالية النووية بدون دعم أمريكي؟انتهى اجتماع القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في هانوي بشكل مفاجئ ودون نتائج تذكر .. ترى هل سيقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقديم تنازلات سهلة لكيم جونغ أون في مقابل تفكيك بعض منشآت الصواريخ التي عفا عليها الزمن؟، وهل سترفع الولايات المتحدة العقوبات عن كوريا الشمالية وتعطي كيم ضمانة للحفاظ على نظامه؟، والسؤال الأهم اليوم: هل ستواجه اليابان كوريا الشمالية المسلحة نووياً بدون دعم أمريكي؟.. هذا هو السيناريو الأسوأ الذي يشغل بال صانعي السياسة في طوكيو.

وما يزيد الوضع توتراً هو أن حماسة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي- إن لاسترضاء كوريا الشمالية أصبحت مدفوعة أكثر بصعود القومية الكورية الجنوبية تجاه الدولة الواحدة في شبه الجزيرة الكورية، لكن مع النهاية المفاجئة لقمة«ترامب - كيم» ضمن الجدول الزمني المخطط، هدأ القلق في اليابان لبعض الوقت.

غير أن لحظة الحقيقة تم تأجيلها فقط ... حقيقة أن الرئيس الأمريكي لديه توقع مشكوك فيه، من أن الحل يمكن أن يتم من جولة واحدة أو اثنتين من المحادثات المباشرة بين كبار القادة، دون إعداد مدروس لقضية طويلة وصعبة مثل أزمة الصواريخ النووية في شبه الجزيرة الكورية ينذر بالسوء. بالطبع، ليس سيئاً أن يكون لرئيس الولايات المتحدة نية لإشراك نفسه مباشرة في المفاوضات مع كوريا الشمالية لحل أزمة الأسلحة النووية والصواريخ، لكن التركيز المفرط على الحصول على نتائج قصيرة الأجل يمكن أن يكون مهلكاً.


في اليابان، ومنذ الحادي عشر من سبتمبر 2001، ضعفت الثقة في الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها الحليف الأكثر أهمية لليابان لمساعدتها في تأمين الدفاع عن نفسها، لأن واشنطن تحت إدارة بوش الابن ركزت بشكل مفرط في الحرب على الإرهاب وشغلت نفسها بالعلاقة والتدخل في الشرق الأوسط.


في غضون ذلك، تم إهمال قضية كوريا الشمالية من قبل الإدارات الأمريكية، كما أنه في ظل هذه الظروف، طورت كوريا الشمالية بكل حرية قدراتها النووية والصاروخية لتصبح دولة مسلحة نووياً بشكل فاعل.

لقد استعادت الولايات المتحدة اهتمامها بكوريا الشمالية فقط بعد أن تجاوزت هذه الأخيرة عتبة الحصول على صواريخ باليستية عابرة للقارات في نهاية فترة إدارة أوباما، ما يشكل تهديداً مباشراً للبر الرئيس للولايات المتحدة.

ومنذ تنصيبه، أجرى الرئيس ترامب انحرافاً مفاجئاً في التعامل مع كوريا الشمالية من موقف متشدد يهدد بهجمات عسكرية ضدها ليعانق كيم بشكل مفاجئ بوصفه قائداً شاباً موثوقاً به، مع انزعاج كبير من جانب صناع السياسة اليابانيين.

هناك إذن، تنافس بين حلفاء الولايات المتحدة على مستوى العالم سعياً وراء اهتمام أمريكا ومواردها لضمان وجودها كدول وأمم.، ولا تزال الولايات المتحدة - التي تنظر إلى الداخل بشكل متزايد في ظل رئاسة ترامب ـ الضامن والموفر لأهم بنية تحتية، أو ما يسمى بـ «سلع عامة» للمجتمع الدولي وهو: الأمن، وهناك العديد من البلدان التي تحتاج إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية لضمان أمنها، بما في ذلك اليابان ودول أخرى في وضع مماثل لها في الشرق الأوسط، وإذا صح القول المأثور «عدو العدو صديق»، فماذا بشأن حليف الحليف؟ .. يمكن أن يكون حليف الحليف صديقاً بسهولة، ولكن في حقبة انسحاب القوات الأمريكية من المشاركة الخارجية، فإن حلفاء الحلفاء أصبحوا متنافسين.