جاليات
يقول المفكر «آلان مابانكو» في مقدمة كتابه «نحيب الإنسان الأسود»: «أنا أسود، هذا يبدو على وجهي وأخوتي السود الذين أصادفهم في باريس ينادونني: أخي، فهل نحن في الحقيقة أخوة؟ وما الذي يجمع بين الأسود من جزر الأنتيل وآخر من السنغال، وأسود من مواليد الدائرة العاشرة في باريس إذا لم يكن سواد البشرة الذي يجري اختزالهم فيه؟».
بالمعنى، هو ينبذ الهوية الأفريقية الشائعة على أنها «هوية سوداء»، وهذا ما تؤكده أيضاً الكاتبة النيجيرية المقيمة في أمريكا «شيماماندا نغوزي أديتشي» التي قالت في أحد حواراتها: «اللون الأسود قد عنى أشياء كثيرة وهذا هو الذي ما أزال أقاومه ـ النظريات البالية التي تأتي مع اللون الأسود ـ وحين أقبلت أتذكر أن شخصاً ما قال لي، رجل أسود، خاطبني قائلاً: «أيتها الأخت» فكرت: «هل أنت مجنون؟ لست أختك» ثم أضافت بقولها: «إذا كانت هنالك أشياء جيدة تتعلق بالولايات المتحدة لا اعتقد أنها بــ «انتمائنا إلى جماعة واحدة».
ثمة أشياء تتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية لا أعتقد أنها موجودة في أي مكان آخر، هذا ما أكدته «شيماماندا»، خصوصاً وهي تذكر أن لحظة مجيئها إلى أمريكا عرفت أول مرة بأنها سوداء، ولم تكن واعية بعرقها من قبل، وجرى ذلك في مخزن للكتب، حيث أقبلت إليها امرأة وقالت لها بصوت قصير وحاد: «ألم تري القسم الأفريقي ـ الأمريكي؟».
نحن في زمن ذوبان الأعراق، ربما هو عصر ينصف ذوي الأعراق التي همشت وأهينت طوال العصور السالفة!
مؤلفة ومدونة