الصحوة هي وصف استخدمه الحركيون من الإخوانيين وتياراتهم المختلفة (بنائية وقطبية وسرورية) للترويج لدعوتهم الحزبية وأجندتهم الثورية التي تستهدف الوطن بغطاء ديني ماكر.
إذاً، فـ «الصحوة» التي دعا لها الإخونج هي غفلة مجتمعية زمنية، أحسن الناس فيها الظن بالتيارات الفكرية المتأسلمة، فكانت وبالاً على العباد والبلاد.
فكانت بعض الدول ببعض قياداتها سبباً من أسباب انتشار الصحوة في العالم، وهذا نتيجة اختراق جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية للمسؤولين، والعزاء هو ما قاله الأمير سعود الفيصل، رحمه الله، إننا أخطأنا، وهو خطأ لن يتكرر.
وفي المملكة العربية السعودية نشأت أقوى مراكز الصحوة المصدرة والناشرة لها، وكان ذلك سبباً في تأخر النمو الفكري والتنمية العصرية فيها، حتى جاء ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ففضح التيارات الصحوية وكشف عن عمالتها، وخيانتها، وأعلن أقوى خطة في مواجهة التطرف الصحونجي، التنمية والنمو، وأسس لذلك رؤية 2030، ولا أريد الاستفاضة في الرؤية ومخططاتها، إذ يصعب أن أتحدث عنها أو عن ولي العهد في سطور، ولكن السؤال ما حال الصحويين في ظل هذه المتغيرات؟
سيحاول الصحويون ما يلي:
- تبرأت التيارات والتنظيمات الحركية من نسبتها إلى الصحوة وقصرها على شخصيات توفاها الله. - الثناء على الفكر الحركي ولكونه يحمل أفكاراً جميلة وجيدة متوافقة مع الدعوة السلفية.
- نفي وجود بعض التنظيمات الحركية كما زعم بذلك أحد المشاركين في مؤتمر الصحوة المقام في جامعة القصيم، حيث قال في الورقة المقدمة: وقد قال هو «يعني محمد سرور زين العابدين» وهو في أحد البرامج التلفزيونية، ما يشبه أن يكون اعترافاً بتأسيس تنظيم، لكن الوقائع المادية لا تثبت ذلك ولا تنفيه .. إلخ. هل يقصد هذا المتحدث التشكيك في مصداقية الدولة والمؤسسات الأمنية التي حذرت من هذه التنظيمات.
- زعمهم أن الدولة السعودية قامت على الصحوة لإحراج الدولة ووصفها بأنها تنازلت عن ماضيها، وهذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلاً، وسوف نرد عليه بمقال خاص.
- محاولة الصحونجية تخويف وتهديد القيادات وصناع القرار من الانحراف عن الصحوة أو الانحراف بها، وأن أي محاولة في المساس بها، ستكون سبباً لوجود التيارات القومية والماركسية والليبرالية التي تكون مناكفتها أقوى. - المطالبة بعودة المناشط الحركية، سواء التي كانت في التعليم، أو غيرها من المؤسسات الحكومية وفرض الرقابة عليها.
وأتعجب! كيف نرفض عليها الرقابة وبعضها مؤسسات مهترئة نخرت فيها الصحوة نخراً شديداً؟
ولذلك يجب علينا عدم الالتفات للصحويين ولو تلونوا علينا .. ومواصلة الطريق بكبت وتأديب الحركيين ولا ننخدع بلين جلد الأفاعي ونعومة ملمسها، ففي أنيابها السم الزعاف. n.asaker@alroeya.com