اغتيال الشخصية هو تدمير وإسقاط الأشخاص، من خلال قذفهم أو تشويه سمعتهم، أو التشهير بهم، ويعد هذا فناً من فنون الحرب النفسية وعلماً من علومها. وتنطوي على المبالغة، لتضليل الناس والتلاعب بالحقائق لتقديم صورة غير صحيحة للشخص المستهدف، ولذلك حاولت جماعة الإخوان الإرهابية من خلال استخباراتها بجمع المعلومات عن المشاهير والشخصيات، سواء أكانت الموالية أم المخالفة لها حتى الصامتة، وقد أشار إلى هذا علي عشماوي في كتابه التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين، وقال الإخواني محمود عساف في كتابه مع الشهيد حسن البنا 27 «كانوا يجمعون المعلومات عن المشاهير ويتجسسون على الناس ويضعون الخطط لمن ناوأهم».
فمن خلال جمع المعلومات يشن الإخوانيون حملات قذرة على خصومهم، مستغلين بذلك الأدوات الإعلامية التي في أيديهم والمدعومة من تنظيم الحمدين، أو من هم في ظل وتحت رعاية أردوغان أو من خلال صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من قنواتهم، ولذلك اهتم الإخوانيون بهذا المبحث وألفوا فيه وكان من بينهم الفلسطيني الإخواني أحمد نوفل، حيث ألف وكتب وتوسع في الكتابة عن الحرب النفسية، والذي يعد اغتيال الشخصية من أهم فصولها وأبوابها.
ويهدف الإخوانيون من اغتيال الشخصية إلى أمور كثيرة لعل من أبرزها:
- محاولة في إقصائه وإبعاده عن المشهد.
- اجتذاب عواطف الجمهور والمتأثرين به.
- جعله عبرة لغيره، ولكل من يحاول العصيان والتمرد عليهم. - إيقاف الدعم عنه من أنصاره، بل حتى من بعض (الحكومات في وقت سابق) كانت تقف عن دعم من يقف ضد جماعة الإخوان الإرهابية بحجة أن هذا الشخص عليه الكلام قد كثر وهذه المصيبة عندما يكون المسؤول قد تشرب هذه الدعايات، وصدقها أو خاف منها. - إشغال الرأي العام عما يخططون عليه، من عمليات إرهابية.
- التمهيد للحجر الفكري والذي هو أسلوب من أساليبهم التربوية في عزل الشباب.
- التشهير بكل من تمرد على مخططاتهم، وإن كان لا يبالي بهم فربما تتم تصفيته واغتياله جسدياً. ومن أساليبهم في اغتيال الشخصية: - الإثارة في المواجهة لتكون الآثار وخيمة على المشاهد. - استخدام الشائعات بجميع أنواعها، ولذلك تجدهم يجيزون الكذب لأن الغاية تبرر الوسيلة.
- العمل الجماعي ضد المخالف حتى يظن الظان بأن عملهم محل إجماع الناس كلهم. - إظهارهم للقوة في الطرح حال اغتيال الشخصية، كما كانت مستخدمة أيام ما يسمى بـ «الربيع العربي» مع الرؤساء والقيادات.
- إحباط أي عمل دفاعي يقوم به مخالفهم وترك التعامل معه، ليظهروا فشله وضعفه. وإلى لقاء قريب. n.asaker@alroeya.com