جاليات
طوال قرون وإلى يومنا هذا يتحدث الجميع باسم حقوق الإنسان ويعتلون المنابر بحجة الدفاع عنهم وعن حقوقهم، حتى إن الثورات قامت باسمهم وهم من أجج أوارها؛ فالجميع يدرك مدى تأثيرهم الفعال والمهم في كل خطوة لبناء وطن متكامل الحقوق والحريات. وهذا الواقع ليس ببعيد عن عبارة أقرّ بها الفنان المصري «محمد صبحي»، وهو المعروف بأفلامه ومسلسلاته التي تتناول شأن الإنسان المصري البسيط بمختلف أحواله وظروفه، مشيراً في أحد حواراته: «أنا رجل تشتمل تركيبتي على رجل الشارع ورجل السياسة ورجل الفن، وهذه التركيبة يتشكل منها كل فرد، ولكن بطبيعة الحال بنسب، أما النسبة الكبرى فهي رجل الشارع، لأن السياسي إذا كذب يسقطه الشعب، ورجل الفن إذا كُشِف أسدل الستارة، لكن المتلقي في الجانبين والحالين هو رجل الشارع، وفي الحالتين .. فإن إسقاط السياسي وسقوط الفنان بيد هذا الرجل .. أي رجل الشارع».
الفنان دوره يتجاوز التمثيل في الأفلام والمسلسلات، الفنان إنسان يتخذه الجمهور الذي يحبه وأعماله نموذجاً له في الحياة؛ لذا، فالمسؤولية عليه تكون جبارة، كي يرسم الصورة اللائقة لا عن فنه فحسب، بل عن أسلوب حياته وتعاطيه مع العالم، لأن الفنان قدوة، لذا، فكثير من الفنانين والفنانات كانت شهرتهم سبب سقوطهم في أعين جمهورهم، كثير من الفنانين تجاوزوا آداب التعامل مع الناس، كما تجاوزا حدودهم لدرجة تعرضهم للمحاسبة القانونية والحبس.
يظل الفنان هو القدوة، والنموذج الصارخ في مجتمع يؤمن بدور الفنان لتغيير واقعه المحبط نحو آفاق أكثر رواء.
مؤلفة ومدونة