عندما يريد الإخوانيون تشويه صورة أحد الوطنيين فإنهم يجتهدون بشتى الطرق والحيل الممكنة لتحقيق مقاصدهم، وقد سبق لنا توضيح حالهم في مقالات متعددة منها مقال تقسم المجتمع إلى ليبرالي وإسلامي، وآخر بعنوان حقيقة الجامية. ولما كان هناك رموز علمية وقامات وطنية تصدت للنشاط الإخواني والحركات المتأسلمة منذ أكثر من 30 عاماً، فقد حرص الإخوانيون على تشويه سمعتهم، ومن أبرز هؤلاء العالم الجليل الدكتور ربيع بن هادي المدخلي وهو عالم متبحر في السنة النبوية، فقد حاول الحركيون النيل منه والإساءة إليه ولكل من سار على طريقته، والسبب في ذلك كما أسلفنا أنه من أوائل من كشف خطر جماعة الإخوان الإرهابية، وألقى المحاضرات وألف الكتب في الرد على أهل الفتن والباطل، ولا ننسى كتابه المتميز «العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم». وسار على نهجه عدد من العلماء الأجلاء منهم الشيخ والعالم الجليل أحمد النجمي رحمه الله، فقد ألف الكتب النافعة في بيان حال الإخونج، ومن أبرزها كتاب المورد العذب الزلال، فيما انتقد بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال، وكذلك الشيخ زيد المدخلي رحمه الله، والذي كشف رموز الإخوان وخططهم الإرهابية في كتابه الإرهاب، واتضح لنا حقيقة ما ذكره في مؤلفاته ومحاضراته.. فكان سبب الهجمة الإخوانية عليهم وعلى من سار على منهجهم هو لزومهم للسنة النبوية ودفاعهم عن أوطانهم ونصحهم لولاة أمورهم وتحذيرهم من جماعات الإسلام السياسي، وفتنة التكفير وخطرها على الأمة.
انطلقت هذه الحملة عليهم إبان حرب الخليج، حين استعانت دوله بالقوات الأجنبية أيام تحرير الكويت، واستمرت الحملة التشويهية عليهم إلى يومنا هذا. ومن ذلك ما جاء في كتب الإخوان وبعض الجهال من زعمهم بأن المدخلية حركة وجماعة على غرار الجماعات الإسلامية.
ومن تخبطهم قيامهم بالتفريق بين منهج الشيخ محمد أمان الجامي «الجامية» ومنهج الشيخ ربيع «المدخلية»، والحقيقة أنهم لما فشلوا في التسويق والإساءة للفكر المعتدل باسم الجامية حاولوا إبراز هذا المسمى من جديد، وهذا ما تبنته قناة الجزيرة في حملتها الشعواء على الإسلاميين الموالين لدولتهم، حيث أخرجت برنامجاً كاملاً عن المداخلة تستهدف فيه كل وطني موالٍ لوطنه، وهذا هو حال الإعلام الإخونجي في محاولته الإساءة وتشويه سمعة كل إنسان وسطي يقف بجانب وطنه، إذاً فالمدخلية هي باختصار لقب تبنّى نشره الإخوانيون على كل العلماء وطلاب العلم الذين تولوا فضحهم وكشف حقيقتهم. والجدير بالذكر أن أغلب هؤلاء الموالين والمدافعين يعيشون على الكفاف لا يتقاضون راتباً ولا عطايا، وإنما حملهم على ذلك سلامة النية وصدق الديانة. n.asaker@alroeya.com