جماعة الإخوان الإرهابية من أخطر الفرق الباطنية، والتي عاشت لسنوات طويلة بيننا وكان الكثير من القيادات الخليجية والعربية معجباً وداعماً لهم بينما هم يسعون إلى إسقاطهم وتدميرهم، وبعد الصحوة الحقيقية التي بينت خطر الإخوان المسلمين على البلدان والشعوب، اتخذ الإخوان استراتيجية احتياطية، والتي يغلب عليها جانب الحذر التكتيكي للجماعة، وهذا موجود منذ قديم الزمن في أدبيات الإخوان وكرره هذه الأيام جمال خاشقجي مع الإخواني المصلحي معتز مطر (الذي عاش في المملكة وتربى فيها ثم خانها)، حين ذكر بأن الواجب على الإخونجية في السعودية التهدئة لأن المرحلة تستلزم ذلك..إلى آخر ما ذكره.
(ونظرية التهدئة وتغير بوصلة العمل) هذا نظام إخواني قديم وليس جديداً كانت الجماعة تلزم بعض منسوبيها بالالتحاق مع بعض الأحزاب المخالفة لها في الظاهر. ومن تكتيكهم ما نص عليه بعض كبارهم.. فقد قال الإخواني عبدالله علوان (عمل أستاذاً في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة إلى وفاته): حين تُبتلى الحركة الإسلامية بحاكم إرهابي لا ديني، متسلّطٍ يعتقل الدعاة تكون الخطة على الشكل الآتي.
الاقتصار في تبليغ الدعوة على السر، وذلك بالدعوة الشخصية والاتصال الفردي. الانتماء الظاهري إلى الجماعات التي تعتني بالتربية الروحية، وتقصر دعوتها على تزكية النفوس.
الارتباط بجمعيات تعليم القرآن، ومؤسسات البر والتعليم، للعمل للإسلام وللدّعوة تحت مضلتها.
العمل الدائب والسعي الحثيث ليصل الداعية إلى استلام درسٍ في مسجد، أو خطبةٍ على منبرٍ أو تعليم في مدرسة. انظر كتاب عقبات في طريق الدعاة. (2-596)
إذاً بكل سهولة عبدالله ناصح علوان يلخص استراتيجية الجماعة في وقت الأزمات والمحن، وكيفية طريقة عملها، وهذا المبدأ كثيراً ما ينص عليه كبار القياديين في الجماعة محمد أحمد الراشد، وصلاح الصاوي وغيرهم من الشخصيات الإخوانية، كما أنهم أثناء هذا الركود يسعون السعي الجاد لمواصلة العمل التعبوي لمصلحة الجماعة، فتجد خلاياهم النائمة تعمل جاهدة على اختراق المؤسسات التعليمية والقضائية والعسكرية أو تنفيذ ما يستطيعون تنفيذه من مصالح التنظيم، كالتوظيف، وإصدار الأحكام القضائية لهم أو تكون قاصمة ظهر لمن خالفهم، وغيرها الكثير من المهام التي سنفردها في مقال مستقل إن شاء الله.
ومما يؤكد ما سبق الإشارة إليه، ما نص عليه الإخواني عبدالكريم بكار في تغريدته المؤرخة في السابع من أغسطس 2017، حيث قال: «لا أمل في اختراق نهضوي من غير تحقيق اختراق في المؤسسات التعليمية». كما قال الإخواني عجيل النشمي: أول الدروس من إسقاط العسكر..
1- تغلغل الإسلاميين في الجيش لحماية الثورات الإسلامية.
2- تغلغلهم في سلك القضاء لضمان نزاهته وحماية الشرفاء. إذا في الختام يجب علينا أن نعلم بأن القضاء على فكر الإخوان يحتاج إلى معرفة بخبايا الجماعة وطرقها، ولا نغتر بتلونهم، فالذين يثنون على الإخواني محمد مرسي وغيره هم من كانوا يسعون إلى إسقاط حكوماتنا. n.asaker@alroeya.com