دأبت جماعة الإخوان الإرهابية على العمل في الظل، وهو تكتيك قديم للجماعة منذ نشأتها، اعتمدت الإدارة الإخوانية هذه الطريقة لما لها من تأثير وأثر قوي يخدم الجماعة ويحقق أهدافها ومن أبرز تلك الخطط التي ينتهجها الإخوانيون البنائيون التظاهر بالانفتاح والتسامح، ولذلك تجد الكثير من الناس انخدعوا بهم، حتى ممن يسمون أنفسهم ليبراليين (ويدعون فهمهم للحركات والجماعات والتصدي لها) واستطاع الإخوان اختراق الكثير من القيادات العليا في بعض الدول بسبب ترويج وامتداح بعض الليبرالية السذج.
فسلمان العودة استطاع أن يخدع الكثيرين من خلال فتاويه الانفتاحية المخالفة لما كان عليه تاريخه، واستطاع أن يجمع شعبية كبيرة، حيث تم تمكينه من نشر برامجه في أكثر القنوات انتشاراً وتأثيراً، وتقديمه للناس وجعله رمزاً من رموز الوسطية والاعتدال، وكانت النتيجة جهوده الحثيثة مع بعض المنظمات المعادية للدولة، كمشاركته في ملتقى النهضة المشبوه، وكونه عضواً في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (المحظور)، ولا ننسى فرح الليبراليين بخطابات الإخونج عملاء قطر، كالقرضاوي ومحمد الأحمري، وعلي العمري، وغيرهم من خلال طروحاتهم الانفتاحية المجتمعية.
لاشك في أن وصول بعض الإخوانين لما هم عليه من شهرة وتمكين كان بسبب الليبراليين، فبعض الليبرالية لا همّ له إلا الانفلات الأخلاقي، فإذا رأى رجلاً من المحسوبين على المتدينين وهو إخواني يجيز له شهواته، طار به فرحاً ونشراً، وجعله شيخاً وسطياً وإماماً في الهدى.
ومن خبث البنائيين أنهم تمكنوا من تطبيق الخطة بالشكل الصحيح، ولذلك استطاعوا السيطرة على كثير من المواقع واختراق بعض الأمكان الحساسة، كما أوصاهم عبدالله ناصح علوان، ومحمد أحمد الراشد في كتابه مقدمات الوعي التطويري، بهذه الطريقة الشيطانية، فالقاعدة الإخوانية تمسكن حتى تتمكن وحالف حتى المخالف، ولذلك ينص قيادات التنظيم البنائي على ضرورة التعاون مع الليبرالية فيما يخدم أهدافهم، كما ذكر كبيرهم الشيخ الهرم، في بيت القيادي الإخواني (جنوب المملكة) وفي مقطع متداول، أن التعاون مطلب فيما يخدم الهدف وقاسها بمقاييس الشرع.
وكانت محاضرة هذا الإخواني أيام ثورات ما يسمى بـ «الربيع العربي».
وللمعلومية أيها السادة الكرام:
التنويريون الإسلاميون حقيقة أغلبهم أنهم رسل للجماعات المتأسلمة وسفراء لهم، بين من يطلق عليهم ليبراليون لاختراقهم وكشف مالديهم، وهذا طبقه حسن البنا كثيراً، كما انتسب الحاج فرج، أحد أفراد التنظيم الإخواني، إلى الحزب الشيوعي وترقى فيه إلى أن أصبح الرجل الثاني. وكما كنا نقول إن التبليغ بوابة الإخوان، والمعادلة النظيرة تقول: الليبرالية سبب تمكين الإخوان. n.asaker@alroeya.com