استعرضت الجلسة القرائية الشهرية التي نظمتها ندوة الثقافة والعلوم مساء الاثنين، تجليات العقل والعلم، الموضوعية والحيادية، والصراع بين الهوية والانتماء والتسامح بين الأديان، في رواية موانئ المشرق للأديب اللبناني أمين معلوف.
ويدور هذا العمل حول صراع الهويات الذي يحاول فيه معلوف التأكيد على ضرورة إذابة هذا الصراع، ومحاولة التعايش مع الواقع.
ويحكي معلوف في موانئ المشرق قصة البطل عصيان كتبدار المسلم العثماني ذي الجد الأرمني، الذي وُلد في تركيا وترعرع في لبنان ودرس في فرنسا، إنه المواطن العالمي الذي يجسد فكرة التسامح في أجمل وأكمل معانيها، لكن يكون مصيره الجنون ومستشفى الأمراض العقلية في سخرية مُرّة ومؤلمة. في البداية، أوضح الأديب محمد المر أن معلوف يرسم شخصيات الرواية عبر الحركة التاريخية، وأن ظروف الحرب اللبنانية هي من اضطرت بطل موانئ المشرق للهجرة إلى فرنسا، فأضافت إلى شخصيته تلك الحالة من اللهاث الدائم الذي يذكرنا برواية سباق المسافات الطويلة لعبدالرحمن منيف.
وأكدت الكاتبة عائشة سلطان أن مناقشة العمل الروائي يتطلب الحوار حول قصة ولغة الرواية والحبكة الأدبية، كذلك شخوص العمل الروائي، مشيرة إلى أن العقلية العلمية دائماً تتصف بالموضوعية والحيادية، ومعلوف يكتب الرواية ولا يكتب التاريخ، ولكنه يتكئ عليه، فمشروعه واضح وموفق في الانطلاق من مرحلة تاريخية إلى أخرى.
وعرّفت سلطان بأمين معلوف الذي يمتلك مشروعاً أدبياً خاصاً بالحوار بين الحضارات والتسامح بين الأديان، مرتكزاً على التاريخ كمدخل لكتابة الرواية، وهو أديب وصحافي لبناني وُلد في بيروت في 25 فبراير 1949، امتهن الصحافة بعد تخرجه فعمل في الملحق الاقتصادي لجريدة النهار البيروتية. وأشارت إلى أن معلوف قامة في الحياة الأدبية، تميز مشروعه الابداعي بتعمقه في التاريخ، عبر ملامسته أهم التحولات الحضارية التي رسمت صورة الغرب والشرق على شاكلتهما الحالية.
فيما ذكرت دكتورة ريما صبان في تعليقها، بأن بداية أي عمل روائي هي الأساس ومعلوف يستدعي التاريخ سواء تاريخ المنطقة أو تاريخه الشخصي، أو تاريخ أبطال العمل الروائي، وينسجهم بسلاسة في العمل الأدبي.