احتضنت جامعة ابن طفيل المغربية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين فعاليات الدورة الثانية من المؤتمر الدولي «التفاعل بين الأدب والفنون الأخرى»، بمشاركة نخبة من الباحثين في لغة الضاد من مختلف البلدان العربية. وشهد المؤتمر نقاشاً علمياً وحماساً شديداً من الباحثين الذين استحضروا قيمة الأدب الكبرى وانفتاحه على الفنون السمعية والبصرية الأخرى، بما في ذلك الموسيقى والسينما والمسرح والتشكيل وغيرها.
وجرت في اليوم الأول ( 18 ديسمبر) جلستان علميتان خصصت الجلسة الصباحية لموضوع «علاقة الأدب بالموسيقى»، وترأسها الدكتور جمال مقابلة من جامعة الإمارات، كما شاركت فيها أربع باحثات هن الدكتورة لارا خالد من الجامعة اللبنانية، والدكتورة منيد عبيد من الجامعة التونسية، والدكتورة مريم جبر فريحات من الجامعة التطبيقية الأردنية ثم الباحثة التونسية سهيرة شبشوب من المعهد العالي التونسي للفنون، وأجمعت المداخلات برمتها على انفتاح الرواية العربية في تجارب عدة على مختلف أنواع الموسيقى شكلاً ومضموناً.
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان الرواية بالفنون الأخرى، وترأستها الدكتورة لارا خالد من الجامعة اللبنانية، وشارك فيها الدكتور جمال مقابلة من الجامعة الأردنية، والدكتور محسن أعمار من جامعة ابن طفيل، والدكتور محمد مجيد صالح من جامعة قابس التونسية، والدكتور محمد صولة من أكاديمية التعليم بالقنيطرة، والدكتور خالد زروال من جامعة ابن طفيل، وتميزت المداخلات بتعميق البحث في كيفية انفتاح الرواية على الفنون السمعية البصرية الأخرى من سينما وموسيقى ومسرح، كما ناقشت مسألة حضور تعدد الأصوات في الرواية، كما صاغه الناقد الروسي ميخائيل باختين في نظريته المعروفة.
وتلت ذلك جلستان علميتان في رحاب المجلس البلدي لمدينة القنيطرة هذه المرة، حيث خصصت الجلسة الأولى لموضوع الأدب والفنون الأخرى، وترأسها الباحث الجزائري الدكتور الطاهر رواينية، وشارك فيها الدكتور سمير سحيمي من جامعة القيروان والدكتورة نورة الغزاري من المغرب، والدكتور بلقاسم مارس من معهد مدنين العالي، والدكتور عبدالرزاق المصباحي من المغرب، وقد أجمعت المداخلات في شموليتها على قدرة الأدب على الانفتاح على بقية الفنون والتمدد فيها واقتباس مقوماتها، لتعبقها المناقشة ثم تنظيم حفل شاي على شرف الحضور.
وانعقدت بعد ذلك جلسة علمية ثانية ترأسها الباحث التونسي الدكتور سمير سحيمي، وخصص موضوعها هذه المرة للأدب والخطاب البصري والأشكال الثقافية افتتحها الباحث المغربي الدكتور حسن لشكر بمداخلة قيمة في موضوع «سيميولوجيا الخطاب البصري في الرواية البصرية»، ثم تلته الدكتورة فاطمة الغزي والدكتورة نعيمة الحضري من الجامعة نفسها في مداخلتين حول الأدب والثقافة الشعبية والمعمار الهندسي في الأدب.