سارة مطر

عانى المستثمرون العام الجاري من مصاعب عدة في الأسواق الناشئة التي رزحت تحت وطأة العائدات الضعيفة والناجمة عن الظروف المعاكسة التي فرضتها سياسة التشدّد النقدي التي انتهجها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وفق تقرير ساكسو بنك، الذي أشار إلى تنامي حالة انعدام اليقين العالمية المرتبطة بالمواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي أدت إلى بقاء الكثير من المستثمرين رهينة لتقلباتها. وأضاف التقرير أن تفوق توقعات النمو في الولايات المتحدة على توقعات النمو في الصين خلال الفترة الممتدة بين ستة إلى 12 شهراً المقبلة، فإن ذلك قد يفضي إلى تنامي قوة الدولار الأمريكي استناداً إلى سياسة التشدد التي ينتهجها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وبالتالي زيادة تكاليف التمويل بالنسبة إلى الأسواق الناشئة، والتي تعتمد بشكل كبير على مدى توافر الدولار الأمريكي لدعم الدافع الائتماني لديها. وكانت تلك الضغوط إلى جانب تراجع معدلات النمو في الأسواق الناشئة محركاً أساسياً للأسواق خلال الأشهر الـ 18 الماضية. وأعرب ساكسو بنك عن اعتقاده في الوقت الراهن، أن الاقتصاد الأمريكي قد وصل إلى ذروة نموه، حيث ساعد التجميع التوسعي القوي للاقتطاعات الضريبية غير الممولة، وإعادة رأس المال إلى موطنه الأصلي، وعمليات الإنفاق المالي، في دعم نمو الاقتصاد الأمريكي. ولكن هذه التأثيرات اللامعة ستتلاشى في نهاية العام الجاري، فقد بدأت علامات التوتر تظهر على سوق الإسكان الأمريكية، حيث إن ارتفاع التكاليف الهامشية لرأس المال، لا سيما ارتفاع العوائد على القروض العقارية، قد بدأت فعلياً بالتأثير في معدلات النمو المستقبلية.

أخبار ذات صلة