حالة من الانبهار والشغف في سيتي ووك، فينيسيا العرب، رصدتها «الرؤية»، على متابعات الجمهور لعروض أمس الأول، التي تضمنت موكباً كرنفالياً للفنانين الذين ارتدوا أثواباً فخمة يعود تصميمها إلى القرون الوسطى، وتسريحات شعر لافتة وهم يرقصون ويرحبون بالجمهور على وقع أنغام إيطالية حماسية.
ويعود هذا الاستعراض إلى القرن الثالث عشر، وفيه يرتدي المشاركون أقنعة مختلفة الأشكال والأنواع، إلى جانب الاستمتاع بمعزوفات الأوكورديون، وعدد من الأغاني الإيطالية، تحت مسمى «سترينج تريو».
وأوضح أحد الفنانين المشاركين، خافيير جالينو، أن الفرقة تقدم عروضها ثلاثة أيام في الأسبوع، وتؤدي خمسة عروض مختلفة على مدى اليوم بين 18 أكتوبر و03 نوفمبر.
وعبّر أحد عازفي الأكورديون عن سعادته بالعزف للمرة الأولى في دبي، تلك المدينة الساحرة التي طالما انبهر بما سمعه عنها، مشيراً إلى أن الفرقة ستقدم عروضاً كرنفالية بمشاركة فنانين من كافة أنحاء العالم.
وتجمهر عدد من زوار الممشى أمام النافورة في الساحة الرئيسة حين إعلان العرض يراقبون سير فرقة العرض الجوالة التي سبقتها مشاهد للرقص على الجليد عرضت على شاشات العرض الضخمة المتوزعة على مباني الممشى.
وعبّر حاضرون عن استمتاعهم بالعرض غير التقليدي، والذي أدخل البهجة في نفوس الأطفال والكبار، إذ أوضحت ربة المنزل آلاء محمد، أنها تفاجأت بالعرض واصفة إياه بـ «المبهر».
من جانبها، ثمّنت الموظفة ريما حسن، تنظيم هذه الفعاليات التي تسعد الجمهور وتعرّف بالثقافات المختلفة، مشيرة إلى أنها قررت زيارة الممشى كل أسبوع للاستمتاع بالعروض.
ويشارك 25 متجراً في ممشى السيتي ووك ضمن العروض المقامة على مدار الساعة، ما يتيح للجمهور فرصة ربح عدد من الجوائز القيمة.
وجهز منظمو الفعاليات منطقة خصصت للصغار في سيتي ووك 1، تمكن الأطفال من المشاركة في الكرنفال عبر ارتداء الأزياء والأقنعة المصممة على الطراز الفينيسي، أو ابتكار إبداعاتهم الفنية الطفولية في ورش العمل الخاصة بهم.
ويمكن للأطفال وأهاليهم التقاط الصور لتخليد اللحظة بطريقة مبتكرة، بتقنية تظهر الأشخاص على قارب مائي لتكتمل التجربة الفينيسية الساحرة.
* نقابة للأقنعة
ظهر تقليد الحفلات التنكرية من جديد في فينيسيا أوائل سبعينات القرن الماضي بأشكال فنية متقنة وباهظة الثمن.
وأنشأت في النمسا نقابة للحرفيين المختصين بصناعة الأقنعة في فينيسيا منذ خمسة قرون، حيث تصنع هذه الأقنعة من الجلد، أو ما يسمى الورق الملوك (كارتا بيستا بالإيطالية)، وهي مادة مصنوعة من عجين الورق ممزوجة بالغراء وغيره من المواد اللينة يجري طلاؤها بالأبيض قبل الرسم النهائي.
وتتناغم إيقاعات الموسيقى الإيطالية الكلاسيكية مع حركات الراقصين في عروض يومية يقدمها فنانون في منطقة «سيتي ووك» في دبي، والتي تسافر بروادها عبر الزمن إلى فينيسيا الإيطالية في القرن الثامن عشر، حيث يستحضر المشاركون معالم من مدينة القوارب الأكثر رومانسية في العالم، والتي يمتزج فيها البشر مع الحجر والماء مع النار.
ويشارك في العرض الذي يجيء تحت عنوان «الاستعراض الفينيسي الكبير»، أو ماسكيرا بالإيطالية، 31 فناناً وفنانة، منهم جوالون، راقصون، وموسيقيون ومغنون يقدمون عدداً من كلاسيكيات الغناء الإيطالي.