إماراتيتان تضيئان «شعلة الرفق بالحيوان»
منى لرضي وميثا الشامسي إماراتيتان أضاءتا شعلة من الأمل وأعلتا من قيم الإنسانية، فكانتا صديقتين وفيتين لكل الحيوانات ولاسيما القطط، بعد أن أطلقتا مجموعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت مسمى «أنيمال تراست أبوظبي» لإنقاذ القطط المعنفة والحث على الرفق بالحيوان.
ولإيمانهما بأن في كل كبد رطبة أجراً وأن الرحمة تبدأ من الحيوان كونه روحاً صامتة لا تستطيع أن تشتكي، فهو لا حول له ولا قوة، إذ يستضعف البعض الحيوانات ويستغلها آخرون دون وجه حق أو رحمة، قررتا التطوع في مجال حماية حقوق الحيوانات المعنفة وإنقاذها من خطر الشارع وتوفير بيوت آمنة لها.
البداية كما تقول لرضي كانت عندما رأت القط لوسيو للمرة الأولى فتمنت لو أن أصحابه تربوا على الرحمة والرفق بالحيوان، بعد أن تحول القط الهدية إلى ضحية على يد أطفال، فأحضرته إلى العيادة البيطرية لتلقي العلاج ولكن لسوء حالته لم ينجُ. * إنقاذ 30 قطة
أسفرت جهود منى وميثا، عبر مجموعة الثقة لحماية الحيوانات في أبوظبي لإنقاذ القطط المعنفة، عن انضمام متطوعين آخرين عبر مواقع التواصل.وأوضحت ميثا أن تأسيس المجموعة جاء قبل ثلاثة أعوام، وقد أسفرت الجهود عن إنقاذ أكثر من 30 قطة جرى علاجها إلى جانب عدد من الكلاب.
وقالت: «بعض الحيوانات شفيت وأرسلت إلى بيوت دائمة في الدولة وخارجها مثل أمريكا وألمانيا، ومنها ما لم ينجُ بسبب الإصابات البليغة».
ولفتت إلى أن الحيوانات التي يجري إنقاذها تُجلب من الشارع بعد تخلي أصحابها عنها، وفي بعض الحالات تكون حيوانات شاردة مريضة، أو لا يقوى أصحابها على علاجها.
وأضافت أن التعاون بدأ مع إحدى العيادات الطبية في أبوظبي التي تستقبل الحالات كافة وتحدد آلية العلاج وتحتضنها حتى إيجاد أسر بديلة لها، مع تكفلها بكل تكاليف العلاج. * رقم تعريفي
«الرؤية» رافقت لرضي في العيادة البيطرية التي تتعاون معها دائماً لرعاية القطط المعنفة، حيث ذهبت وبيدها قطة بيضاء متعبة، نحيلة، يلتف طوق أحمر حول عنقها، ولا تقوى على الحركة أو حتى المواء. شرحت منى أن هذه القطة منزلية، تاهت أو تخلى عنها أصحابها، وجدتها صدفة تحت شجرة، وهي في طريقها.
وأفاد الطبيب البيطري المعالج دانيلو ماملولا أن القطة منزلية بلا شك لوجود طوق خاص بها، إلا أن أصحابها تجاهلوا أهمية تركيب شريحة الرقم التعريفي لها الذي يساعد على معرفة أصحابها وتاريخها الطبي واللقاحات التي أعطيت لها. * حكم بالإعدام
أوضح مامولا أن التسرع في تبنّي القطط دون استناد إلى قرار مدروس يعرض القطة للنبذ والرمي في الشارع نتيجة عدم استطاعة الأسرة رعايتها أو لإصابتها بمرض يستوجب العلاج، فيكون التخلي عنها حلاً سهلاً وغير مكلف، إلا أنه حكم بالموت على القطة التي اعتادت بيئة الحياة المنزلية ولا يمكنها الصمود خارجها. ودعا الأشخاص الذين أجبرتهم الظروف على التخلي عن رعاية قططهم إلى إيجاد بيت بديل أو التوجه إلى مراكز رعاية يمكن أن تحتضنها عوضاً عن رميها في الشارع
وأضاف:«كثير من الأشخاص يشعرون بالأسى والخوف على روح حيوان شارد أصابه أذى ما ويهرعون به إلى العيادة لتلقي العلاج دون أن تربطهم به أي علاقة، بداعي الرحمة فقط، وفي المقابل هناك من يملكونها ويعيشون معها إلا أنهم يتخلون عنها لحظة مرضها». * تبنٍّ مدروس
نصحت منى الأسر أو الأفراد بالتأني قبل تبنّي الحيوان الأليف، وإجراء بحث شامل عن متطلباته والبيئة التي يحتاجها، وكذلك إجراء موازنة للتكلفة التي يحتاجها وتقدير ما إذا كان التبنّي ممكناً على الصعد كافة.
وأضافت «الحيوان الأليف كائن حي يحتاج رعاية واهتماماً كالطفل الصغير، تعتريه مشاعر الحب والحزن والألم والفرح، وحين التخلي عنه تتغير صفاته الأليفة ليصبح حزيناً وفاقداً للثقة ومتوحشاً أحياناً عند الإساءة إليه أو التخلي عنه، كالبشر تماماً». * العلاج بالحيوانات
أفادت اختصاصية التربية وعلم النفس رشا العبدالله بأن اقتناء الحيوان الأليف يعلّم صاحبه المسؤولية ويعالج أحياناً حالات الانطواء والاكتئاب ويمنح الأطفال، على وجه الخصوص، أدوات للتواصل مع الآخرين وإن كانت غير لفظية.
إلا أن البعض، ولأبعاد نفسية، يميلون إلى العنف بطبيعتهم وبالتالي يستضعفون الحيوان الأليف ليتحول مع الوقت إلى أداة لتفريغ شحنة العنف والغضب، وهي سمات عدوانية تظهر بداياتها منذ الصغر وتتطور مع العمر لتصبح صفة ملاصقة للشخص. وأوضحت أن الأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي أو يتعرضون لسوء معاملة يكونون عرضة لتعنيف الحيوانات كتقليد للعنف الذي رأوه أو عاشوه في مرحلة سابقة.