فقط
إن اعتبرنا الحياة مدرسةً لا تغلق أبوابها بغض النظر عن حالة الطقس أو عدد الحضور، فإننا من ينقل تلك الدروس من الجانب النظري إلى الجانب الحَرَكي.ويعتمد الوقت المستغرق من طرح الحياة للفكرة، إلى وقت إتقاننا لها وتطبيقها، على عزيمة كل شخص وإصراره على النجاح في تلك المهارة.وبناء على ذلك يكون الهدف من جلوسنا على مقاعد الحياة، إيجاد أقصر الطرق لتطبيق مهارة بعينها، ومن ثم التركيز على تعلم أسس المهارة التي تليها. بالتالي لا تنحصر قدرتنا على تعلّم تلك المهارات بفئات عمرية محددة ولا بسنوات دراسية معينة.وإن كنت من المعادن الخصبة جداً، فإنك ستكون ضمن الفئة التي تتقن وببراعة تدوير المهارات التي التقطوها من على أغصان الحياة، إلى أشخاص آخرين واعدين وإن لم يمتلكوا الإصرار ذاته على اللحاق بركب الحياة، وتعلّم ما لم ولن تتمكن الكتب وحدها من شرحه كما يجب.تتحدد قيمتك الحياتية الفعلية من هذه الزاوية بمقدار ما تتقن من مهارات. فيكون الطرفان اللذان تضمهما المعادلة المعرفية هنا هما: الساعي خلف المهارة، والمهارة بحد ذاتها فقط. دون اشتراطات خاصة للسعاة خلف التعلم، فمن ذا الذي يملك حق التدخل في الحصة الحقيقية بينك وبين الحياة بكل ما فيها من تفاصيل؟!وبعد إتقان المهارة، للشخص مطلق الحرية في تغيير اتجاه السير واختيار المهارة التي تليها. وعند هذه الانعطافات تمنحنا الحياة فرصاً للبدء من جديد في حال لم نكن مقتنعين تماماً بالنقطة التي نقف عندها. وهذا بالطبع يتعارض مع من اختار استقبال ما تجود به الحياة من عِبَرٍ دون بذل أدنى مجهود لتطبيقها فعلياً، والانتقال بمستوى الفعالية الذاتية للمرحلة التالية.قد لا يتمكن البعض من التقاط المهارة بالسرعة المطلوبة. وبناء على أهمية تلك المهارة بالنسبة لذلك الشخص، تكرر الحياة ذلك الدرس مراراً، إلى أن تصل الفكرة واضحةً وكاملة التفاصيل لوعي الشخص المعني.يقول توم بوديت «في المدرسة يُشرح لك الدرس أولاً ثم تعطى الاختبار، لكن في الحياة تعطى الاختبار أولاً فتتعلم منه الدرس».r.algebreen@alroeya.com