الشباك اهتزت 30 مرة
شهدت الجولة الثانية من دوري الخليج العربي، التي اختتمت أمس السبت، تسجيل 30 هدفاً، في معدل اعتبره الكثيرون عالياً بالنسبة لبدايات الدوري، ويجب التوقف عنده بالتحليل لسببين رئيسين ما بين النجاعة الهجومية والضعف الدفاعي الذي ينذر بكارثة على فرق المحترفين، التي يبدو أنها تعاني حالة من التوهان الدفاعي.
وكانت الجولة الأولى لدوري المحترفين شهدت تسجيل 31 هدفاً، وهو رقم تحقق للمرة الأولى في النسخ العشر الماضية لدوري الخليج العربي، حيث لم يسجل ذلك الرقم في الجولة الأولى.
وتصدرت مباراة الشارقة والنصر مهرجان الأهداف في الجول الثانية بتسعة أهداف، ستة من نصيب صاحب الأرض والجمهور، وثلاثية للضيف النصر، تلتها مواجهة الوحدة ودبا التي انتهت بفوز العنابي برباعية مقابل هدف وحيد للنواخذة. تفوق الأجانب تصدّر محترف الشارقة، البرازيلي ويلتون، سباق الهدافين في الجولة الثانية، بعدما سجل «سوبر هاتريك» في لقاء فريقه والنصر، معتلياً الصدارة بخمسة أهداف حتى الآن.
يليه الدولي الإماراتي علي مبخوت بأربعة أهداف، وهو الوطني الوحيد الذي استطاع اختراق قائمة الهدافين الستة الأوائل التي سيطر عليها الأجانب تماماً. معالجات وحلول يرى المحاضر الآسيوي في حراسة المرمى زكريا أحمد أن غزارة الأهداف تنم عن ضعف دفاعي واضح يحتاج إلى معالجات فورية، وكشف أماكن الخلل الدفاعية للأندية التي يجب عليها التحرك لإنقاذ فرقها وتحسين أوضاعها في الشق الدفاعي.
وأشار أحمد إلى أن بطل الدوري دائماً ما يكون هو الفريق الأقوى دفاعياً وهجومياً، مبيناً أن ما يحدث حالياً سيؤثر في منتخب الإمارات مستقبلاً، لا سيما في ظل سيطرة الأجانب على خانات الهجوم، وحالات الاستقطاب الكبيرة التي يشهدها خط المقدمة واختفاء الهداف المواطن.
ورأى المحاضر الآسيوي أن المفارقة في الجولة الثانية تمثلت في أن من يسجل كثيراً أيضاً يتلقى أهدافاً كثيرة، وهذا ما حدث في مواجهة الشارقة والنصر، فالأول سجل ستة أهداف، لكنه استقبل ثلاثة أيضاً، ما يوضح أن المشكلة الدفاعية تعاني منها جميع الأندية كما وضح في الجولتين السابقتين. توزان أرجع المحلل الفني حسن الجسمي غزارة الأهداف في الجولة الثانية إلى أن تركيز الأندية في الموسم الجاري كان على تدعيم الخطوط الأمامية، ما أسهم في تقوية الهجوم، ولكن على حساب مراكز أخرى، وهو ما أظهر ضعفاً دفاعياً.
وطالب المحلل الفني بضرورة التوازن في اللعب، بحيث لا يكون التفوق هجومياً، مقابل ضعف دفاعي بائن في عدد من الأندية في دورينا.
وأضاف «عدد من الأندية عززت صفوفها بصفقات هجومية قوية، على سبيل المثال نادي الوصل الذي رمى بثقله في التعاقدات مع الأجانب في المراكز المتقدمة، في حين أن حاجته الحقيقية والضرورية تتمثل في التعاقد مع مدافع أجنبي مميز يحدث التوازن الدفاعي».
وشدد الجسمي على أن كرة الإمارات تعاني من غياب المدافع القائد في السنوات الأخيرة، وهو ما انعكس على الحالة الدفاعية للمنتخب، حيث وصل مدافعوه إلى عمر الـ 35 عاماً وما زالوا أساسيين ولا يمكن الاستغناء عنهم، خصوصاً أن البدائل لا تتوافر حالياً. واعتبر أن نسبة الأهداف في مباريات الجولة الأولى للموسم الجاري كانت الأعلى في المواسم العشرة الماضية، والتي بلغت خمسة أهداف لكل مباراة، وعلى النهج ذاته جاءت الجولة الثانية، وهذا الأمر غير منطقي تماماً، يمكن أن يحدث مرة في الشهر أو مرتين، لكن في جولتين متتاليين فذلك يعني أن الوضع ليس طبيعياً، ويتطلب المعالجة حتى يستقيم.