عين التنين أو نبع التنين هو معنى اسم مدينة لونغ تشيان التي زرناها في جنوب مقاطعة زهيجيانغ أثناء زيارتنا الأخيرة، في الصباح أخذنا القطار السريع والذي تبلغ سرعته أكثر من 300 كيلومتر في الساعة، وهو أحد أهم الاختراعات الصينية الأربعة الحديثة.مدينة لونغ تشيان تأسست قبل 1200 سنة تقريباً وهي مدينة جبلية متطرفة في موقعها الجغرافي، تحيط بها الجبال من جميع النواحي تقريباً، مساحتها 3059 كيلومتراً مربعاً، ويقطنها 290 ألف نسمة، تشتهر بالزراعة، وهي مصدر لثلاثة أنهار رئيسة في المقاطعة.سبب زيارتنا لهذه المدينة أنها تمتلك مصنفين هامين على قائمة التراث العالمي غير المادي، فالمدينة تشتهر بصناعة الخزف والسيوف، لكن تلك الصناعات ليست صناعات تقليدية اعتيادية، بل هي صناعات مميزة جداً، تميزها المواد الأولية، وتميزها احترافية الصناعة.الخزف في هذه المدينة رغم أن مادته الأولية تقتلع من مناجم في الجبال أو من بعض الوديان، وهي تحرق في أفران تصل درجة حرارتها إلى 1300 درجة لكنها تفخر مرتين، لكنها في عملية فخرها الأخيرة يتحول لونها إلى أحد اللونين الأزرق أو الأخضر بدون إضافة أي مواد ملونة، وهذا هو سبب تميزها الفني العالمي، وقد أدرجت على قائمة التراث العالمي عام 2009.شو تنغ جونغ هو أهم صانع تقليدي لفخار لونغ تشيان، وفرت له الحكومة أرضاً كبيرة شيد عليها معمله الخاص ومتحفه وداره، فأصبح ذلك المكان مزاراً للمريدين والمهتمين والوفود الرسمية التي لا تنقطع عن المكان.السيوف القاطعة هي مهنة تشين آ تشين الذي استقبلنا في الصباح الباكر لأنه يحب أن يبدأ يومه مبكراً، أطلعنا على سر تميز صناعته فقال هناك أربع سمات رئيسة لصناعتي، مرونتها وحدتها ولمعانها البارد ودقة التصميم، كما قال هناك سر خاص هو أني أستخدم حجراً سماوياً بمواصفات خاصة ومتميزة، يقول حصلنا عليه من الجبال، آتشين فخور كثيراً بتميز صناعته، فقد أصبحت ماركة مسجلة، كما أنه منح شهادة الأستاذية من الدولة في تلك الصناعة رغم تعدد المنافسين.غالبية المحلات في الشوارع على طول المدينة وعرضها تبيع الخزف الأخضر أو الأزرق أو تبيع السيوف باختلاف أنواعها وأشكالها وأحجامها، لكن الدعم الحقيقي الذي يتلقاه الحرفيون المميزون في هذه المدينة، أن الحكومة المركزية والمحلية وكبار المسؤولين يشترون منتجاتهم ليقدموها لكبار الضيوف والزوار الرسميين للدولة.a.musallam@alroeya.com