مرآة قلم
ما الذي تضحي به المرأة اليوم لتنجح؟ يحدث كثيرًا أن تدفعني التفاصيل التي أعايشها أو ألحظها حولي للتساؤل عما إذا كانت المرأة تضحي اليوم أو تتعرض للمساومة بشكل أو بآخر للوصول إلى أحلامها وطموحاتها أو تحقيق ذاتها. ومع أنها تبدو أكثر حظًا اليوم – لا يشمل الأمر جميع دول العالم مع الأسف- إلا أن السؤال يبقى قائمًا.لم أكن أعرف أن للموسيقار والملحن النمساوي ولفغانغ موزارت أختًا، قبل قراءة رواية عنه وعلى سبيل المصادفة. رافقت ماريا آنا أو نانيريل كما عُرِفت شقيقها في رحلات مُكلفة نظمها والدهما ليوبولد موزارت عبر أوروبا. كان الشقيقان موهوبين في العزف والتلحين. مع بلوغ نانيريل مبلغ النساء، لم يكن العزف والتلحين خيارًا ممكنًا. قيل أنها تزوجت من قاضٍ له خمسة من الأبناء من زيجاتٍ أخرى وتفرغت للحياة الأسرية بعدها.لنانيريل بعض الألحان والمعزوفات التي يرى المتخصصون أنها تفوق شقيقها موهبة. ماذا لو حظيت نانيريل بالفرصة؟اليوم تمتلك العديد من النساء حول العالم فرصًا للتعليم والعمل والتطور، لكن هل يمتلكن الفرص كاملة كالرجال؟ بلا خسائر أو تنازلات أو تضحيات؟ هل يُخير الرجل مثلًا ـ لو تبادلنا الأدوار ـ بين حياة أسرية أو تطور مهني؟ يبقى التعميم في مثل هذه الحالات خطأ، لكن السؤال يبقى قائمًا كذلك.e.alyousuf@alroeya.com