تربويون يتهمون التجربة بالفشل والوزارة تدافع
دعا تربويّون وأولياء أمور وزارة التربية والتعليم إلى إعادة النظر في نظام الفصول الدراسية الثلاثة والعودة إلى نظام الفصلين القديم المطبق في أغلب دول العالم، مؤكدين عدم إحراز هذا النظام أي تقدم ملموس في العملية التعليمية، وإثقال كاهل الأهالي بنفقات إضافية، فضلاً عن الإرهاق الذهني للأبناء، ما أسهم في تراجع تحصيلهم الدراسي.
في المقابل، نفى مصدر مطلع في الوزارة لـ «الرؤية» صحة تلك الآراء مشيداً بنتائج نظام الفصول الدراسية الثلاثة، لا سيما إسهامه في قياس نواتج التعلم أولاً بأول، ومؤكداً عدم وجود أي نية حالياً لدى الوزارة لتغيير النظام.
وأردف أن من إيجابيات «الفصول الدراسية الثلاثة» إبقاء الطلبة في حالة يقظة تامة على مدار العام الدراسي.
وأوضح المصدر أن هذه الخطوة تأتي في سياق مواكبة أحدث النظم التعليمية والقضاء على عمليات التلقين والحفظ، والانتقال بالطالب إلى فضاء المعرفة والتفاعل المباشر مع أقرانه ومعلميه.
من جهتها، أكدت الخبيرة التربوية لميعة فرج، أن تجربة الفصول الدراسية الثلاثة لم تؤت ثمارها كما كان مأمولاً منها، بل على العكس أثبتت فشلها تماماً وأسهمت في تراجع المخرجات التعليمية.
وأشارت إلى أن ضيق الوقت في نظام الفصول الدراسية الثلاثة وكثرة التكليفات والواجبات على الطلبة تستنزف قدراتهم، وتدفعهم إلى الاتكالية واللجوء للأساليب الملتوية، إذ يعمد قسم كبير منهم على شراء الأبحاث المكلفين بإعدادها من المكتبات، وهو ما كان له دور في تراجع تحصيلهم الدراسي.
ودعت فرج الوزارة لاستطلاع آراء جميع أطراف العملية التربوية، سواء أولياء أمور ومعلمين ومديري مدارس وطلبة، لتقييم تلك التجربة بعد تطبيقها على مدار الأعوام السابقة.
ولفت موجه أول الرعاية النفسية السابق في وزارة التربية والتعليم الدكتور أحمد عيد إلى أن نظام الفصول الدراسية الثلاثة قيّد حرية الطلبة وأفقدهم التركيز وساهم في تراجع الترابط المجتمعي بين مختلف الأسر، عازياً ذلك إلى عدم توافق إجازتي الفصل الأول والثاني وجزء من إجارة الصيف داخل الدولة مع إجازات بقية الدول الشقيقة.
وتابع «ذلك حرم بعض الأسر من اللقاء السنوي بأهلهم وأقاربهم، على عكس نظام الفصلين الذي كان يمكّن الأسر من تعزيز التلاحم فيما بينها».
وفي سياق متصل، تمنّى المهندس محمد فاروق، ولي أمر، أن تعيد وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية في الدولة نظرها في نظام الفصول الدراسية الثلاثة الذي جعلهم وأبناءهم في حالة ذعر دائم من الامتحانات المتلاحقة التي تفرض على الطلبة شهرياً وفصلياً.
وقال «لم نعد نتحمل الأعباء المادية المتزايدة المتمثلة في مشاريع صفية ولا صفية، خصوصاً أنها لا تعبّر عن المستوى الحقيقي للطلبة، لأن أغلب تلك المشاريع يؤديها أولياء الأمور أو يشترونها جاهزة من المكتبات».
وأضاف «لم تعد أيام الدراسة المعتمدة من وزارة التربية والتعليم متناسبة مع حجم المنهج، ولا هي كافية لوفاء الطلبة بالواجبات الدراسية المطلوبة منهم، وهو ما أسهم في تعزيز عمليات التلقين والحفظ بعيداً عن الفهم، فضلاً عن الاعتماد الكبير على ظاهرة الدروس الخصوصية».
وأبدى عبدالرحمن عبدالغني، طالب بالصف التاسع، استياءه من نظام الفصول الثلاثة، مؤكداً أنه يمثل ضغطاً كبيراً عليه وعلى أقرانه في ظل كثرة الواجبات اليومية والمشروعات الدراسية المتلاحقة وكذلك الامتحانات التي لا تنتهي طوال العام الدراسي.
ووجّه رسالة لوزارة التربية والتعليم قائلاً «ارحمونا من كثرة الواجبات والامتحانات يرحمكم الله»، مؤكداً أن ذلك النظام جعله لا يفكر سوى في النجاح فقط عن طريق الحفظ دون الفهم نظراً لضيق الوقت وكثر الأعباء الدراسية.
وأشارت بسملة محمد طالبة بالصف العاشر إلى أن نظام الفصول الدراسية الثلاثة جعلهم في حالة إرباك دائم على مدار الفصل الدراسي، وحرمهم من الاستمتاع بأغلب أيام إجازة الفصل الأول والثاني لانشغالهم بالتحضير للأعباء الدراسية التي لا يمكن إنجازها في فصل دراسي واحد.