نقطة من أول السطر
أن تكون مثالاً يحتذى به لأبنائك أمر مشوق وجميل، أن تعلم بأنهم يتأثرون بكلماتك وأفعالك ويقلدونها ويسيرون على خطاك سيبعث ذلك السعادة داخل نفسك، لكنك في اللحظة نفسها تعلم أن خطواتك وقراراتك ومسيرتك الحياتية لم تكن على مستوى أن يتم تكرارها أو نسخها، لذا نحب دائماً أن يكون أطفالنا على درجة أعظم وأكبر، وأن يحققوا ما يتجاوز ما حققناه بمراحل، هذه حقيقة ولعله شعور الكثير من الأمهات والآباء.وهذا يوضح لنا أهمية القدوة والدرجة العالية التي نحتلها في حياة الأطفال، عندما يبدؤون في النمو ويفتحون أعينهم فإن أول من يشاهدون الأم والأب، ومن الطبيعي أن يتخذوهما قدوة ويتم التقليد العفوي، فهم يرددون كلماتنا ويقلدون حركات أيدينا وحتى طريقة المشي.لا أنسى في هذا السياق المعلمات والمعلمين، خصوصاً في الصفوف الابتدائية، فهم أيضاً لهم أثر غير مباشر في الأطفال، بل قد يتجاوز أثرهم أثر الأبوين داخل الأسرة.القدوة لأطفالنا على درجة عالية من الأهمية لأنها تؤثر في النشء بطريقة غير مباشرة، فهي تتغلغل داخل قلوبهم وعقولهم بشكل عفوي ومن دون أي ضغط أو توجيه، لذا يتخذها الطفل بمثابة الركن الأساسي في حياته وترافقه لفترة ليست قصيرة، فإذا كانت تلك القدوة ذات سلوكيات عالية من الكلمات والتصرفات ونحوها، فإن الطفل سيلتقطها من دون أدنى شك ويقلدها وهو تقليد حميد سيكون له تأثير في مسيرة حياته المستقبلية.لنكن على قدر المسؤولية تجاه أطفالنا ولنمنحهم المثال الناصح الواضح المحمل بالقيم والمبادئ العالية الراقية.f.mazroui@alroeya.com