تحاكي عشر لوحات للفنان الإسباني كيم بوف جمال صحراء ليوا الساحرة، عبر أعمال تبرز تدرجات لونية متناغمة معبرة عن جمال المنطقة، الواقعة في الجنوب الغربي من إمارة أبوظبي وعلى الحافة الشمالية للربع الخالي.
وتجسد اللوحات التي يضمها المعرض الذي يحتضنه غاليري «أوبرا » للفن التشكيلي في دبي ويحمل عنوان «صحراء العجائب»، جمال الحياة في صحراء ليوا على مدار الساعة فيجسد أضواء القمر التي تحول الرمال إلى حبيبات من الألماس البراق، فيما التفت خيوط أشعة الشمس الذهبية حول الإطار الرباعي للوحة الذي تظهر منه بالكاد الرمال الوردية.
دفع سحر صحراء ليوا الفنان الإسباني بوف إلى ممارسة التأمل في هذا الجمال صباح مساء، حتى يحصل على دفقات من الإلهام الذي يفيض على روحه فيترجم تلك المشاعر بالريشة عبر محاكاة جماليات الطبيعة.
يرتكز بوف في أعماله على آلية التفنن في لون الشمس والقمر اللذين يلعبان الدور الرئيس في فكرة المعرض، فيرى المتلقي الشمس في الظهيرة والغروب بألوان حادة صاخبة، فالذهبي للظهيرة والبنفسجي للغروب الممزوج بلمسة خفيفة من اللون الأسود.
فيما يصبغ الفنان الإسباني القمر في المساء باللؤلؤ الأسود البراق والرمال تحته باللون الفضي الفاتح وكأنه فستان أميرة يتلألأ بالمجوهرات الفضية الجميلة.
ولانقضاء الليل وقدوم الفجر، نظرية مختلفة لدى بوف إذ يداعب عيون المتلقين بأعماله فيودع الليل اللؤلئي بتحويله إلى اللون الأخضر الداكن في لوحة منفصلة، تأتي إلى جوار لوحة الفجر التي تستيقظ فيها الشمس باللون الوردي الغامق وكأنها طفلة تستعد للذهاب إلى المدرسة فتتراقص جدائلها المشعة فيما تستعد الرمال إلى العودة إلى لونها الذهبي.
يؤكد بوف أن فكرة «صحراء العجائب» اختمرت لديه عندما زار دولة الإمارات في عام 2016 وذهب في رحلة إلى صحراء ليوا مع أسرته وأصدقائه، وهنالك وقع أسيراً لجمالها وشبهها بأنها مدينة من الذهب تنسجم فيها أشعة الشمس مع الرمال.
جلس الفنان الإسباني لشهرين بغرض تأمل جمال الصحراء كي يقدم مجموعة فنية لا مثيل لها.
وعمل بوف على مشروعه الفني 60 يوماً في مرسم جام جار في حي السركال أفينيو للفن التشكيلي.