هل ما زال المجتمع الدولي في حاجة إلى دلائل ليتأكد من أن المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران لا يريدون سلاماً ولا استقراراً في اليمن؟فرغم تكرار اللقاءات والمفاوضات بين وفد الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين في أكثر من عاصمة عربية ودولية، إلاّ أن نهج هذه الفئة الباغية المبني على المراوغة لكسب الوقت ما زال كما هو لم يتغير بدليل غياب وفدها إلى مشاورات جنيف لإنهاء الصراع وعودة الأمن إلى البلد الذي كان يوماً «سعيداً» .فعدم حضور وفد ميليشيات الحوثي الإيرانية إلى جنيف، لا يعني - كما أكّدت دولة الإمارات ـ إلا الإصرار على التعطيل وعدم الجدية والمراوغة المتعمدة حين تشعر بالضغط السياسي والعسكري.وهنا نتساءل مرة أخرى مع كل المراقبين .. إذا كانت تلك ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة ، فلِم لا يحرك المجتمع الدولي ساكناً ويفضل الوقوف متفرجاً على ما يدور من مآسٍ حوثية على أرض اليمن وضد شعبه؟وبرغم أن مشاورات جنيف كان مخططاً لها أن تكون غير مباشرة في بدايتها حول قضايا رئيسة عدة منها خطة انسحاب ميليشيات الحوثي من ميناء ومدينة الحديدة ووضعها تحت إشراف الأمم المتحدة، وتوحيد الإيرادات وإدارة البنك المركزي والإفراج عن الأسرى والمعتقلين، إلّا أن عدم حضور وفد المتمردين الحوثيين أجهض المحاولات الأممية لحلحلة الأزمة.ولقد أحسنت الحكومة اليمنية الشرعية صنعاً حينما أبدت استعدادها الكامل لإنجاح مشاورات جنيف لأنها ترى فيها فرصة حقيقية لإنهاء الحرب وإحلال السلام مدعومة في ذلك بموقف دول التحالف العربي التي تؤيد الجهود الأممية لحل الأزمة والتي تنطلق من قناعة تامة بأن الحل السياسي يجب أن يستند إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها والمتمثلة في القرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.وإذا كان البعض قد توقع التفاعل الإيجابي من جانب المتمردين الحوثيين مع مشاورات جنيف لأسباب مختلفة منها الخسائر الكبيرة التي لحقت بصفوفهم خلال الأشهر القليلة الماضية من جراء المواجهات مع الجيش اليمني وتزايد الانتقادات الدولية لهم مع المأزق الكبير الذي تواجهه إيران، فإن هذه الفئة المتمردة أصرّت على نهجها الرافض للسلام تنفيذاً لتوجيهات نظام ولاية الفقيه في طهران.خلاصة القول .. المجتمع الدولي مطالب اليوم بممارسة مسؤولياته والوقوف الجاد أمام آلاعيب ومناورات المتمردين الحوثيين خصوصاً بعد أن أثبتوا للجميع أنهم غير جادين في تحقيق السلام.h.jamal@alroeya.com