سبق أن كتبت عن قصة سوجاتا ميترا، باحث هندي في مجال التعليم ومدرس لتقنية التعليم في جامعة نيوكاسل، سوجاتا كانت له تجارب عديدة في الهند لتعليم الأطفال وهي تجارب غريبة بعض الشيء، لأنه يضع حاسوباً في جدار ما في قرية فقيرة وفي أماكن لا يجد فيها الأطفال التعليم الكافي أو ربما لا يجدون أي تعليم ويوفر اتصالاً سريعاً بالشبكة لهذا الحاسوب، ثم يذهب دون أن يتواصل مع الأطفال أو يعطيهم أي تعليمات، بعد أشهر يعود ليسألهم عما تعلموه والعجيب أنهم يتعلمون استخدام الحاسوب والإنترنت ومختلف البرامج دون أي معلم.أكثر من ذلك، في إحدى تجارب سوجاتا، أطفال في قرية جنوب الهند تعلموا الإنجليزية أولاً لأن المادة العلمية في الحاسوب كانت بالإنجليزية فقط، ثم تعلموا المادة التي كانت عن حمض الدي أن أيه أو الحمض النووي.هدف سوجاتا من تجاربه هو محاولة معرفة ما إذا كان الأطفال يمكنهم تعليم أنفسهم أي شيء ومن تجاربه خلص إلى أن هذا ممكن حتى لمواد متقدمة، وهذا التعليم الذاتي أكثر رسوخاً لأن الطفل نفسه هو من يحدد أهدافه وهو من يجعل فضوله محركاً ودافعاً لتعلم المزيد.نفس هؤلاء الأطفال قد يقاومون التعليم إن كانوا في المدرسة، لأن المدرسة تخطط لهم وتفرض عليهم المناهج والكتب وتطلب منهم الواجبات وتختبرهم بالامتحانات، في حين أن التعليم الحر دافعه الفضول والمتعة وليس له خطة محددة وهو تعليم غير ممنهج، لا شك أن هناك طريقة ما للاستفادة من هذه الفكرة في التعليم.اليوم ومع توافر المواد التعليمية إلكترونياً ومن مصادر عديدة يمكن للمدرسة أن تغير دورها من التعليم إلى التوجيه والتدريب، النظام التعليمي يمكنه أن يضع أهدافاً للطلاب ولا يهم كيف يحقق الطلاب هذه الأهداف، يمكن لكل طالب أن يختار الأهداف التي يريدها ويعمل للوصول إليها، شيء من المرونة وشيء من حرية الاختيار وحرية اختيار وقت وطريقة التعليم ستجعل الطالب يتطلع للتعليم ويجعله أكثر رسوخاً لأن الطالب يعلم نفسه ويتعلم من الطلاب الآخرين.حتى الفرد منا يمكنه الاستفادة من أفكار سوجاتا، التعليم الذاتي أمر يفترض أن نمارسه طوال حياتنا، الهاتف الذكي الذي يرافقك طوال الوقت يمكنه أن يصبح مدرستك، هذا لا شك خير من التسكع في طرقات الشبكات الاجتماعية دون فائدة، الشبكات الاجتماعية يمكنها أن تكون مكاناً لمصادر التعليم كذلك إن أردت، عليك اختيار من تتابع وتشاهد، تابع من يقدم فائدة.a.muhairi@alroeya.com