CNN الاقتصادية

في مرحلة الدراسة الجامعية، كان الدكتور يسألنا: هل تريدون الشهادة أم الإفادة؟ وحين كان معظم الطلبة يسخرون من السؤال ويجيبون ببديهية شديدة: الشهادة طبعاً. كنت ولا أزال أتساءل عن أهمية التحصيل الأكاديمي أمام الخبرات العملية والمهارات، وإن كان سؤالاً صعباً يحتمل أكثر من ردٍّ وتأويل، فلا يمكن الاتكال على المهارة والخبرة فقط في مجالات مثل العلوم والطب والهندسة! وإلا لذهبت أرواح البشر في مهب الريح، ولكن يمكن الأخذ بالمهارات في العلوم الإنسانية أو بعض المهن الأخرى مثل الكتابة والفنون والتصوير وحتى الميكانيكا وغيرها. أقول ذلك بعد الفوضى التي عصفت بالكثير من البلدان أخيراً، من بينها دولتان خليجيتان هما مملكة البحرين ودولة الكويت، فيما يعرف بقضية الشهادات المزورة. وبعيداً عن التزوير من عدمه، ولكن هل فعلاً هناك لهاث لجمع أكبر عددٍ من الأوراق والشهادات؟ إن كان ذلك صحيحاً فأين من يبحث عن التدريب العملي والخبرات؟ ما زلت أؤمن شخصياً بما قاله لي أحد المبدعين يوماً، أن الإنسان الناجح يتكون من ثلاث: الموهبة، والمكتبة، والتجربة. ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نلغي أحدها لنصل إلى النجاح. وهل يمكن أن تأخذ مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص على عاتقيهما هذه المهمة؟ نعم مهمة تدريب الطلبة وحديثي التخرج، ليس فقط باعتبارها واحدة من متطلبات الدراسة، وإنما لإكساب الشباب تلك المهارات اللازمة لجعلهم قادرين على تحقيق أعلى مستويات الجودة، لنغرس في أبنائنا حب العلم والنجاح وليس فقط حب جمع الشهادات. a.almarzooq@alroeya.com

أخبار ذات صلة