لا مظلة للاحترام ولا حدود تعيقه أو تحد من توسعه، كما أنه شامل وعام بمعنى ليس موجهاً لفئة دون أخرى، فالاحترام حق للجميع، ومن حق كل إنسان أن يشعر باحترامك وتقديرك له، بغض النظر عما بينكما من روابط أو مهام وأعمال وبغض النظر حول هذه الأعمال أنجزت أو لم تنجز.
وكما قلت فإن الاحترام سلوك عام وللجميع، فمن حق الفقير والغني والبائس والسعيد، أن تشعرهم بالاحترام والتقدير.
لم يكن الاختلاف مبرراً لنتجاوز على الآخرين، ولم يكن التباعد والتنافر وحتى الخصام سبباً لنستبدل الاحترام بالعداوة والبغضاء.. ولنتذكر أن هناك فئة أكثر حاجة للاحترام والتقدير، بل إن احترامك لها يزيد من عملهم المثمر الإيجابي ويدخل الفرحة على قلوبهم ويزيد من معنوياتهم، وهم فئة العمال، فكلمة طيبة ستبهجهم وهي لا تكلفك شيئاً.
الاحترام وعاء الفضائل وهو ما يجمعها، فلا يمكن أن تحترم الآخرين إذا لم تكن متواضعاً، ولا يمكن أن تحترم الآخرين إن لم تكن مهذباً طيب النفس كريماً معطاء، ولا يمكن أن تحترم الآخرين وأنت جشع طماع بخيل، وكما قال الصحافي والكاتب والشاعر جوزيف أديسون: «الاحترام ليس مجرد حلية، بل حارساً للفضيلة».
وبالفعل فإن الاحترام يعتبر حارساً وأيضاً مقياساً ومعياراً، فإذا رأيت أن تعرف مدى طباعك الأصيلة ومعدنك الحقيقي، فقم بقياسها على ميزان الاحترام.
f.mazroui@alroeya.com