بداية عام دراسي جديد، أتمنى التوفيق والنجاح للطلاب والمعلمين وكل من يعمل في مجال التعليم، كتبت الكثير في نقد النظام التعليمي ومع ذلك لا أخفي شعوري بالتفائل في بداياته، لا أنسى بداية الأعوام الدراسية، بعد إجازة ثلاثة أشهر (تقلصت لشهرين هذه الأيام) تعود المدرسة مع كتب جديدة وفصل جديد ووجوه جديدة وهناك أيضاً الزملاء الذين نفرح برؤيتهم مرة أخرى، استلام الكتب الجديدة كان دائماً مناسبة سعيدة، تصفحها في أول يوم كان أمراً ممتعاً.لو كان العام الدراسي كله مثل اليوم الأول لتغيرت نظرتي للمدرسة، لكن الجزء الأهم من العام الدراسي يبدأ في اليوم التالي ومعه يبدأ الروتين اليومي الذي يصبح مملاً بسرعة، والآن أتمنى لو أنني تعلمت أمرين في ذلك الوقت، لو مارستهما سيكون العام الدراسي أفضل بكثير وفي النهاية قد أحصل على نتائج أفضل.الأول أن التفوق لا يعتمد على الذكاء بل الجهد، وهذا أمر جربته شخصياً في أيام المدرسة، عندما أذاكر وأستعد لدروس غداً وأبحث في المصادر المتوافرة غير الكتب المدرسية؛ أجد نفسي في اليوم التالي أكثر تقبلاً واستعداداً للحصص وأكثر حماساً للمشاركة والتفاعل مع المدرس، للأسف لم أمارس هذا الأمر كثيراً لأنني كنت أرى النظام التعليمي بنظرة ناقدة منذ ذلك الوقت.اليوم هناك دراسات تشير إلى ما ذكرته سابقاً، التفوق يعتمد كثيراً على جهد الطالب أكثر من ذكائه، والآن مع توافر المصادر التعليمية واختلاف أنواعها يمكن للطالب أن يتعلم الكثير بوسائل مختلفة، التعلم الذاتي خارج نطاق المدرسة أهم في نظري من التعليم المدرسي، أياً كان التعليم المدرسي فهو محدود بمدة ومناهج، التعليم الذاتي لا يحده شيء سوى توافر الوقت ووجود الرغبة في التعلم.الأمر الآخر الذي تعلمته بعد سنوات الدراسة هو أن الحماس للشيء لا يأتي دائماً من الخارج بل يفترض أن يأتي منك أنت، دعني أشرح، أحياناً عليك تصنع مشاعرك إلى أن تصبح غير مصطنعة، مثلاً شخص لا يحسن الابتسام في وجوه الآخرين عليه تصنع الابتسامة حتى تصبح طبيعة في نفسه، كذلك الأمر مع الحماس والتطلع ليوم دراسي جديد، هذا شعور يفترض أن يتعلمه الفرد لكي يصبح طبيعة ولا ينتظر عاملاً خارجياً عنه لكي يشعر بذلك.الطالب عليه التعامل مع حقيقة أن المدرسة ضرورة في المجتمع الحديث ونتائجه في المدرسة ستؤثر فيه بقية حياته، لذلك عليه أن يصبر ويجتهد ويتصنع التطلع للمدرسة حتى يتجاوزها بنتائج جيدة.a.muhairi@alroeya.com