كي تحقق أي دولة مكانة مرموقة لها بين الأمم ، فلا سبيل أمامها إلّا بتسليح أبنائها بالعلم والمعرفة ، وتعزيز الوعي والإدراك لديهم بأهمية الدور الحيوي للتعليم ورسالته في بناء الوطن وزيادة ثروتهم المعرفية والبشرية والتكنولوجية. ولأن قيادة الإمارات تعي تماماً هذه الحقيقة منذ البداية ، جاء اهتمامها الكبير بأبنائها الطلاب ودعمها الواضح لهم وتوجيهاتها السديدة لتشجيعهم على التحصيل العلمي، باعتباره أهم ركيزة لبناء مستقبلهم وتحقيق آمال وطموحات وطنهم . ومع بدء عام دراسي جديد من خلال انتظام أكثر من مليون طالب وطالبة في مدارسهم، جاءت دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" لأبنائه التلاميذ في يومهم الأول، حيث قال لهم "مدرستك تبنيك لتبني وطنك.. تعطيك علماً لتعطينا أنت مجداً.. من صفوفكم تبدأ أحلامنا وأحلامكم.. وعلى دفاتركم تسطرون مستقبل بلدكم.. بكم يعلو الوطن.. فاجعلوا مدارسكم وطناً لكم. وفي السياق ذاته جاءت توصيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لأبنائه التلاميذ حيث قال: "أبنائي الطلبة احرصوا على أن تنهلوا من معين العلوم والمعارف والالتزام بالقيم والأخلاق الحميدة وتعزيزها في نفوسكم.. وواصلوا مسيرتكم التعليمية بكل جد واجتهاد ومثابرة فلم يعد النجاح هو الغاية وإنما التفوق هو مطلبنا وهدفنا". المعاني ذاتها أكّدتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ، حينما دعت الطلبة إلى الجد والاجتهاد لتحقيق النجاح المميز في التحصيل العلمي بمختلف فروعه وأن ينهلوا ما استطاعوا من العلوم بمدارسهم التي وفّرتها لهم الدولة ، قالت إن علينا أن نسير على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان " طيب الله ثراه" الذي كان أول من حرص قبل وبعد قيام الدولة على انشاء المدارس ودعوته لأبنائه وبناته الطلبة لأخذ نصيبهم من العلم والمعرفة . ولهذا ليس بغريب أن تضع قيادة هذا الوطن رهانها الأكبر في مسيرة التنمية والبناء منذ البداية على الإنسان وتجعلته محور اهتمامها الرئيسي وذلك ببنائه علمياً وتزويده بأحدث المعارف والعلوم بحيث أصبح إعداد علماء الوطن ومبدعيه ومخترعيه هدفاً استراتيجيا في حد ذاته. ومع عام دراسي جديد نأمل أن يكون ناجحا ومتميزاً نقول .. كل عام وطلبة وطالبات الإمارات بخير.h.jamal@alroeya.com