الوداع الحار للأهل يُزعج التلاميذ
تمثل الأيام الأولى في الحياة المدرسية كابوساً للأم قبل الطفل، فمن جهة هو يوم قاسٍ عليها، حيث تفارق طفلها لساعات ربما للمرة الأولى، ومن جهة أخرى يشعر الطفل بالخوف والقلق، وهو ما يعرف بـ «قلق الانفصال»، الذي يعد من المشكلات الشائعة بين الأطفال في المراحل الدراسية الأولى، وخصوصاً سنوات الحضانة، والروضة، وربما أبعد من ذلك.
وتختلف درجات القلق الذي ينشأ نتيجة استقلال الطفل بعدما اعتاد أن يكون بصحبة أمه دائماً، من طفل لآخر.
في المقابل تنتشر عادات خاطئة، تُسهم بشكل عكسي في تفاقم المشكلة، حسب الاختصاصية النفسية سحر خوري التي تشير إلى أن الوداع الحار للصغار قبيل الذهاب إلى الروضة أو المدرسة مُزعج للطفل، ويفاقم من صعوبة خوضه تجربة الانفصال عن البيت، لمصلحة المكان الجديد.
وحددت خوري خمس نصائح للأهالي للتعامل مع أول يوم دراسي أبرزها التهيئة النفسية، إذ يتطلب بعض الصغار وقتاً أطول من غيرهم لتقبل فكرة الذهاب إلى المدرسة والابتعاد عن المنزل.
خوف صحي
وأضافت أن تخوف الطفل في البداية أمر طبيعي وصحي، لذا يجب على الأهل تقبله وعدم الانزعاج منه، بل عليهم طمأنته وشرح الموقف له بالتفصيل، لافتةً في نصيحتها الثالثة إلى عدم الضغط على الطفل وفرض الواقع عليه، ما يجعله ينفر من المدرسة، ويخلد في ذاكرته صورة سيئة عنها.
وأشارت خوري إلى أن الطفل يتأثر بمشاعر والديه وردود فعلهم التي يربطها وعيه بالموقف الجديد الذي يتعرض له، فانزعاج الوالدين صباحاً والانفعال يزيدان من توتر الطفل ويثبطان من حماسه وتقبله للمدرسة ويؤثران سلباً في تركيزه وقدرته على الاستيعاب.
لا للقبلات الحارة
ولفتت في النصيحة الرابعة إلى أن التعلق الزائد بالطفل وإظهار مشاعر الحزن أمامه والإفراط في الهتاف والقبل حين وداعه تزيد من خوفه وتشعره بعدم الاستقرار، إذ يعتقد أنه سيفارق أسرته لوقت طويل.
ونصحت خوري بالاستيقاظ بهدوء ومنح الطفل الوقت الكافي ليتجهز مع زيادة الدعم والتشجيع ليقبل على اليوم الدراسي ويحصل على تجربة ممتعة له منذ بداية النهار.
تهيئة نفسية
شددت الاختصاصية النفسية غادة المجركش على ضرورة التحضير النفسي للأطفال من قبل الوالدين والمدرسة والمعلمين، مضيفة أن الأيام الأولى تؤثر إما سلباً أو إيجاباً في حبهم للمدرسة وتقبلهم للدراسة.