هذه هي زيارتي الثانية لمدينة دار السلام الأفريقية صيف 2018، وهي زيارة عمل كالزيارة الأولى التي كانت عام 1996 عندما كنت في زيارة لجزيرة زنجبار، فعرجت مع بعض الأصدقاء الزنجباريين إلى دار السلام للاطلاع على أهم معالمها.فات أكثر من عقدين بين الزيارتين، ولم ألاحظ تغييراً كثيراً في المدينة، فالتطور الحضاري وتطوير البنى التحتية في المدينة يسير ببطء شديد، كما أن المدينة يغيب عنها التخطيط الحضري الملائم للنمو السكاني الكبير، المدينة ذات ملامح جغرافية جميلة، كما أن شواطئها وبساتينها غاية في الجمال، لكن يبدو أن نقل عاصمة تنزانيا من دار السلام إلى دوما هو السب في هذا النسيان أو الإهمال في التنمية.كما أسلفنا، فإن دار السلام هي العاصمة السابقة لتنزانيا، وهي تقع على الساحل الشرقي لتنزانيا على المحيط الهندي، كانت تدعى سابقاً مزيزيما، وهي تعتبر أكبر مدينة في تنزانيا من حيث عدد السكان، إذ يعيش فيها بحسب إحصاء عام 2012 الرسمي أكثر من أربعة ملايين نسمة، كما أنَّها تعتبر أهم مركز اقتصاديّ بالبلاد، تشتهر دار السلام بنسبة نمو سكاني مرتفعة جداً، إذ إن عدد سكانها يزداد سنوياً بحوالي 5.6 في المئة، وذلك يجعلها ثالث أسرع مدن أفريقيا نمواً سكانياً بعد لاغوس وباماكو، جعلت دار السلام إطلالتها على المحيط الهندي أهم مرافئ البلاد، حيث إنها نقطة عبور مهمة للبضائع والمواد الأولية التي تصدرها البلاد من قطن وبن على وجه الخصوص، الصناعة في دار السلام غذائية بشكل أساسي، إلا أن المدينة لا تخلو من بعض صناعات النسيج والإسمنت ومواد البناء وبعض صناعات الأدوية، معظم سكان مدينة دار السلام من المسلمين، مع أقلية من المسيحيين والوثنيين.كما نعلم، فإن دار السلام من أسماء الجنة، ويقال إنها سُميت بذلك الاسم لأن السلام هو الله تعالى، والجنة داره، أو لأن من دخلها سَلِمَ من الآفات كالموت والمرض والألم والمصائب والكد والتعب، وثمة قول ثالث يرى أن الجنة سميت بـ (دار السلام) لأنه تعالى يُسلِّم على أهلها، وقد ذُكر اسم دار السلام في القرآن الكريم.كما يذكرنا اسم دار السلام باسم بروناي دار السلام، الواقعة على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا، تنقسم بروناي إلى منطقتين تفصلهما بلدة لمبانج التابعة لولاية سراوق الماليزية التي تحيط ببروناي بشكل كامل باستثناء ساحل بروناي الشمالي المطل على بحر الصين الجنوبي، بروناي هي الدولة المستقلة الوحيدة على جزيرة بورنيو، حيث تتقاسم ماليزيا وإندونيسيا بقية الجزيرة.a.musallam@alroeya.com