الاقتصاد هو المحك الحقيقي الذي يبدد الأوهام ويكشف الحقائق تجاه بعض الساسة والحكومات، والأحزاب. فمشاركة السياسي- أياًّ كان- في التأثير على الجمهور ليس بظاهرة صوتية، أو بمواقف يتم تلميعها وتمييعها أمام الجماهير والشعوب، بل بالاقتصاد المتين، والرفاه الاقتصادي اللذين يستطيع معهما أن يؤثر ويكون مؤثراً، لأنهما المحك والظاهرة الحقيقية التي لا تحجب بغربال، أو ما شابهة.الليرة التركية تعاني منذ أشهر من مسلسل الانهيار رغم محاولات المؤمنين بالحكومة التركية إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن كما يقال «الشق أكبر من الرقعة»، كذلك الاقتصاد الإيراني يختنق، ليس بسبب العقوبات الأمريكية التي جاءت على خلفية إلغاء الاتفاق النووي، وليس الاختناق بسبب بوادر حرب تجارية تلوح في الأفق بين الصين وأمريكا. إنما مرد هذا الاختناق يرجع إلى التدهور الاقتصادي الذي قد بدأ قبل ذلك، على الرغم من أن السياسي -اليوم- في إيران ومن يدين بالولاء لها، يلقي باللائمة على العقوبات التي ستبدأ مع نوفمبر المقبل!مثل ما قال نابليون «فتش عن المرأة» حيث الأدوار الهامة والخطرة التي تقوم بها المرأة .. فإننا نقول اليوم «فتش عن الاقتصاد»، لا سيما في دول غنية أصلاً، فالاقتصاد الإيراني الذي يعتمد على تصدير النفط والغاز، ورغم موارده العديدة، وحجم صادراته الكبيرة، إذ يعد من أكبر الاقتصادات في المنطقة إلاّ أنه هناك خللاً سياسياً سبّب هذه الأزمة الكبرى التي ألقت بظلالها على الشعب الإيراني.يشهد على ذلك تراجع صادرات النفط الإيرانية خلال الأسابيع الماضية، أي قبل تطبيق العقوبة، وذلك بمعدل 700 ألف برميل، أي بقيمة 50 مليون دولار يومياً.. وياما في الجراب ياحاوي!a.alfowzan@alroeya.com