اختارت الشابة الإماراتية فاطمة حيدر البلوشي وسيلة مختلفة لإسعاد الآخرين، حيث حوّلت موهبتها الفنية في رسم الحناء إلى مصدر للعطاء تنشر عبره الفرح بين من قست عليهم الظروف، لتكون مصدر أمل وسعادة، عبر زياراتها للأيتام وكبار السن لتنقش على أياديهم رسوماً تنثر البهجة من دون مقابل مادي. ويتملك فاطمة، الصبية العشرينية، شغف رسم الحناء منذ الطفولة، حتى افتتحت مشروعها الخاص في رأس الخيمة عام 2011، ونالت شهرة توجتها بـ 200 ألف متابع على صفحة مشروعها عبر الإنستغرام.
وخصصت الشابة الإماراتية جزءاً كبيراً من وقتها ومشروعها لعمل الخير فوصلت كبار السن في دور الرعاية، لتكون لهم ابنةً بارة، تستحضر بصحبتهم الذكريات، وتزين أيادي الجدات بنقوش البيطان التراثية.
لم تنس البلوشي نزيلات السجون اللواتي يقضين فترة عقوبتهن بعيداً عن أسرهن، إذ دأبت على تقديم ورش تدريبية مع زميلاتها لتعليمهن فنون الأشغال اليدوية بشكل دوري.
في أحد الأيام، أثناء ورشة عمل مع نزيلات السجون، استوقفتها دموع سيدة جرفها الحنين لابنها، موقف هزّ كيان فاطمة، فكانت رسومات الحنة أداة جيدة أسهمت في التخفيف عنها فدأبت على زيارة نزيلات السجون لتهديهن فسحة من الأمل بنقوش حنّاء ترسمها لهن لتبعث فيهن الفرح والسعادة بلفتة إنسانية فريدة.
وعبّرت فاطمة عن سعادتها بأن فنها أصبح مصدر فرح لآخرين، موضحةً: «يحتاج البعض إلى فسحة من الأمل، الاهتمام والعطاء المعنوي الذي يمكن لنقوش حناء بسيطة أن تحققه أكثر من العطاء المادي».
وأضافت: «بالنسبة لي، لا يهمني كسب المال من مشروعي بقدر ما أتوق لإسعاد الآخرين».
واختارت البلوشي أن تمارس شغفها الفني في حياتها العملية، فهي موظفة حالياً في القسم الثقافي بالنادي العلمي التابع لهيئة الشباب في دبي، كما عملت مسؤولة ورش فنية في مركز فتيات رأس الخيمة ومعلمة أشغال يدوية في مركز التنمية الاجتماعية.
والدا فاطمة هما أكبر الداعمين لها في مبادراتها الإنسانية، كما كانا مصدر إلهام لها لتقديم المساعدة إلى الآخرين، إذ تأثرت فاطمة بوالدتها التي كانت مثالاً للمرأة الإماراتية المعطاء الطموحة، التي تحوّل بيتها إلى مدرسة في أوائل التسعينات تعلّم فيها الأطفال القراءة والتجويد.