الوعد ملحمة الحب والرحيل
وكأنه يستلهم مسلسله الرحيل فيودعنا فجأة، وكأننا نستوحي مسلسله ما أصعب الكلام، فلا نقدر على رثائه ولا نوفيه حقه من تقدير .. رحل ياسر المصري فتداعت «دوائر حب» كان يتمناها أكثر في حياته التي مرت كشهاب، ولكنها أثرت فينا درامياً قبل رحيله الأكثر دراما.رحل المصري عن «47 عاماً» وكأنه يحاكي دوره الذي لم ينتهِ من تصويره في مسلسل درب الشهامة، بعد أن دفعته شهامته وإنسانيته إلى مساعدة رجل تقطعت به الطرق، بعد انتهائه من صلة رحمه في العيد ففقد حياته إثر تعرضه لحادث سير.غادرنا الممثل الأردني الذي كانت كل خلاياه موهبة والتزاماً واحتراماً للنفس والمشاهد والمهنة التي أفنى فيها عمره، رحل ولكنه لم ولن يصبح «شيء من الماضي» وهو آخر أعماله، يظل في وجداننا أيقونة للموهبة والحرفية.رحل «نمر بن عدوان» المسلسل الذي عرّفنا أن هناك ممثلاً قديراً بين ظهرانينا، وانسل إلى قلوبنا شيئاً فشيئاً بقدرته على الاختيار والتقمص وتفانيه في عمله، بعيداً عن أمراض النجومية والشللية، وكان وجود اسمه في أي عمل صك بالإجادة مهما كانت مساحة الدور الذي يلعبه.نقول رحل ولا نقدر على أن نقول إنه غاب لأنه حاضر وسيظل في قلوب ووجدان الملايين بأعماله التي تعددت بين مسرح وتليفزيون وسينما، ومواهبه ممثلاً وراقصاً ومنتجاً وموسيقياً ومدرباً لأجيال من الممثلين.لعل أشهر الأدوار التي عرفه بها جمهوره في الإمارات هو ذلك الدور الذي جسد فيه الفنان الراحل شخصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ضمن مسرحية «زايد والحلم»، التي عرضت على خشبة مسرح أبوظبي الوطني في عام 2008.واختارته لأداء هذا الدور هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، حيث أبدى براعة في تجسيد الشخصية، الأمر الذي ألهب حماس الجماهير فأجبرهم على التصفيق تارة، وعلى الدموع تارة أخرى، مستدعياً بأدائه البارع مشاعر الترحم على المغفور له الشيخ زايد، وفي الوقت نفسه الاشتياق له ولذكراه العطرة.حظي الراحل بعدد من التكريمات منها جائزة الأردن التشجيعية في 2009، تقديراً لمجمل أدواره في الدراما البدوية السعودية.عمل في بداية حياته مدرب رقصات فنون شعبية واستعراضية منذ عام 1986، ومن ثم انخرط في الحركة الفنية منذ أوائل التسعينات، إذ بدأ ممثالاً في مسرحية كلاكيت إلى أن تفجرت موهبته في عام 2007 في أدائه لدور الفارس والشاعر نمر بن عدوان.جسد أكثر من 50 مسلسلاً درامياً فنال شهرته من مسلسل نمر بن عدوان ليشارك بعد ذلك في عشرات المسلسلات منها الوعد، ملحمة الحب والرحيل، ذي قار، زمان الوصل، دعاة على أبواب جهنم، الفرداوي، الطوفان ورجال الحسم.قدّم كذلك صاحب لقب فارس الدراما البدوية فيلمين، ونحو 13 مسرحية، وكان يمتلك شركة إنتاج خاصة للإنتاج الفني، أسسها 2010.اتسع نطاق شهرته مع ذهابه إلى مصر، حيث شارك في فيلم «كف القمر»، والجزء الثاني من مسلسل «الجماعة» الذي جسد فيه دور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.