من أجلّ نِعم الله، سبحانه وتعالى، على خلقه، أنه اختصّ أياماً وشهوراً معينةً، بالخير والبركات، ويومنا هذا منها.. اليوم يوم عرفة، وهو اليوم الذي اختصه الله بالفضل الكبير، ومن فضائله أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على بني البشر كافة؛ عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم، بِوادي نَعْمان، يوم عرفة، وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ* وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}..أوجه مشهورة عن معاني الآية الشريفة المتقدمة؛ وأهم ما ينبغي التوقف عنده هو الأمر الأساسي الذي ركز عليه الميثاق، السالف الذكر، وهو التوحيد الخالص لله، وشعاره الذي حرص على إظهاره وتعليمه، صلوات ربي وسلامه عليه: في حديثه الشريف: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير».. اليوم فرصة لتجديد الميثاق، وتجديد الثقة بخالق الأكوان، سبحانه لا شريك له؛ اللهم وفق.a.fadaaq@alroeya.com