تحت مظلة الشارقة الثقافية التي تعدت مداها الإقليمي بكثير، حطت بنا الركاب في ساباولوا مدينة الثقافة والمتاحف والفنون في معرض الكتاب الخامس والعشرين، وعلى ضفاف الثقافة ما جمّع المؤسسات التي تعمل هنا بأسرها شارقياً في أوركيسترا تعزف لحناً عربياً شفيفاً لم تخلُ نغماته من الشعر والترجمة والتراث والفنون والتاريخ والنشر والعمل كواجهة تستحق بكل معنى الكلمة أن تكون، وأنا هنا أتساءل حقاً ما هي القوة الناعمة إن لم تكن تلك، وإن لم تكن البصمة الحقيقية التي تأسر القلوب كما شاهدناها في المجتمع البرازيلي متفاعلاً وحاضراً ومقدراً أننا نمثل الأصالة الحقيقية في زمن عولمي بجدارة وأننا ما زلنا نحمل تراثنا بفكر حديث، نلون العالم ونضع على خارطته أننا هنا وأننا نستحق حقاً أن نتكلم عن تجاربنا العميقة وأننا نحمل بإنسانيتنا فكراً عميقاً راسخاً يمنحنا المزيد كل يوم وأننا آمنا بالسلام والتصالح والعطاء رسالة واضحة نرسلها للكون ديناً وأدباً وفكراً، ولكل هذه المشاركة الخارجية تكون بذرة أخرى في الحقل الذي يأخذ مداه ليثمر على أرض الواقع، إن الثقافة عطاء وإيمان حقيقي يحتاج أمداً طويلاً كي يكون. إن البداية لم تكن يسيرة أبداً ولكن بذرة آمن بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، آتت أكلها بعد عمر وستستمر استمرار تنفس الأجيال إيماناً بأننا نحمل رسالة ممتدة تاريخية وحديثة يمكنها أن تجعل العالم أكثر وعياً ويمكنها أن تعيد للبشرية روحها التي سرقتها المدنية، بأن يكون هنالك جيل حقيقي يمد يده لهذه الرعاية الكريمة ويدرك ما يكون حين يكون للثقافة معنى.t.salem@alroeya.com