تشرفت يوماً ما بأن كنت مراسلة حربية تشارك جنود بلادها على الحد الجنوبي جميع تحركاتهم في الميدان وتتشارك معهم المصير نفسه كوني أول إعلامية سعودية تحظى بهذا الشرف، باتت مسألة تطوير مهارات المراسلين الحربيين التابعين لوسائل الإعلام العربية، ضرورة ملحة في ظل الاضطرابات والحروب التي تشهدها بلادنا وعدد من دول الخليج والبلدان العربية هذه الأيام، لخلق جيل من المراسلين المهنيين، وليسوا مجرد «حكواتية» يرددون ما يمكن أن نراه في الكاميرا دون أن يضيفوا له جديداً.مهنة المراسل الحربي هي بالطبع عمل غير تقليدي، بل إنها أخطر أنواع العمل الصحافي على الإطلاق، ففي الوقت الذي يكون على الجنود الاحتماء من الرصاص، يكون على المراسل الحربي البحث عن زاوية جديدة يستطيع من خلالها تسجيل المعركة وتطورات الأوضاع على الأرض، ولكن كل ذلك لا يعني أن نستسلم للنماذج الضعيفة التي نراها في وسائلنا الإعلامية والتي لا يجوز أن نطلق عليهم في كثير من الأحيان لقب «مراسل حربي».على المستوى العالمي، هناك نماذج كثيرة مثيرة للإعجاب في مجال التغطيات الإعلامية للمعارك والحروب، فهناك الكاتب والمصور الأمريكي مايكل يون، الذي أصبح بفضل تغطياته خلال حرب العراق منذ 2003 لعدد من الصحف الأمريكية، واحداً من ألمع المراسلين الحربيين على مستوى العالم، وقبله لمع بريان بارون، الذي استطاع أن يغطي مختلف الحروب الكبرى التي اندلعت في العالم بداية من ثمانينيات القرن الماضي لصالح شبكة «بي بي سي»، حيث استطاع بفضل تميزه في نقل الأحداث على الأرض وجرأته على اقتحام أعتى المعارك، أن ينال عدداً لا يحصى من الجوائز التي جعلته علماً من أعلام المراسلة الحربية.s.madani@alroeya.com