توجهت إلى أحد البنوك المحلية التي تمتلك فيها جهات إماراتية نسبة من الأسهم. وذلك لأفتح حساباً مصرفياً لصغيري ذي الشهور الثلاثة، فأدركتني صديقتي بمحادثتها حين سألتني عن هذا الحساب المصرفي المبكر، فقلت هل تذكرين فلانة؟ كانت تشتكي أن والديها استثمرا من أجلها ولم يستثمرا فيها، حين فكروا في بناء العمارة وتأجيرها لضمان مستقبلها، لكنهم في المقابل رفضوا تمويل دراستها الجامعية في التخصص الذي أحبته. وكانت دائماً تردد ماذا أفعل في هذا الإسمنت؟ أريد أن أستزيد علماً فيما أريد.قلت لصديقتي: لن أبني لطفلي عمارة، سأبني له معرفة تجعله قادراً على مواجهة الحياة والانتصار لقراراته، وله حرية الرأي في بناء عمارته لاحقاً! لا أدري إلى أي مدى كانت إجابتي مقنعة لصديقتي، لكنها سألتني لماذا اخترت هذا البنك تحديداً؟ قلت لأن البنوك العالمية ستتأثر بالأزمات، لكني أثق بالعقلية الإماراتية التي تدير عالم المصارف والأعمال، أثق بقدرة الدولة وقيادتها في إدارة الأزمات.الحقيقة أني أريد لطفلي أن يكبر ليرى أني استثمرت في أسهم رابحة، في صناعة الإنسان القادر على بناء وطنه وتعمير حياته، أن أضمن له الاحتياجات التي ستجعله أقوى أمام مصاعب الحياة، لا أريده أن يعيش بملعقة الذهب، بل أن يدرك الصعوبات والتحديات ليستفيد منها ويطور من شخصيته، بناء المعرفة أهم بكثير من بناء العمارات، وهذا ما تعلمناه من الإمارات.a.almarzooq@alroeya.com