إذا كان الله سبحانه وتعالى قد أمر خليله إبراهيم عليه السلام بدعوة الناس للحج لتحقيق أهداف سامية، في مقدمتها المنفعة وذكر الله وإطعام البؤساء والفقراء، فإن هناك من البشر من له مآرب أخرى لا يمكن لمسلم أن يتقبلها ولا لعاقل أن يتخيلها.وعلى الرغم من أن رسالة الحج معروفة وواضحة لعموم المسلمين ولغيرهم ولا تحتاج إلى تأويل كثير، فإن هناك من يريد تحقيق أهداف أخرى لا تمت إلى الدين بصلة، وتتعالى أصواتهم جهراً دون خوف من الله، ناسين أو متناسيين أن لشعيرة الحج حرمتها «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ».ومن الواضح أن نظام «الحمدين» في قطر وبعد أن ضاق الخناق عليه محلياً وخليجياً وعربياً ودولياً بعد انكشاف كل مخططاته التدميرية، لم يجد أمامه إلاّ الهروب إلى الأمام وخلط الدين بالسياسة من خلال حملته الدعائية المكثفة مع نظام ولاية الفقيه في إيران والتي تستهدف تسييس الحج.وعلى الرغم من إدراك الدوحة أن دعوتها لن تلقى قبولاً إسلامياً أو حتى دولياً، فإنها كشفت عن تطابق سياساتها مع طهران فيما يتعلق بتسييس الشعائر الدينية، والمطالبة بإشراف هيئة دولية على الحج في إطار توظيف أوراق ضغط متعددة على الدول العربية المطالِبة بوقف دعمها للإرهاب.ومن الواضح أن قطر، التي فشلت من قبل في موضوع خطوط الطيران المدني وتلقت صفعة من منظمة «إيكاو» بعد أن رفضت شكواها، وأخرى من المنظمة البحرية الدولية، سوف تستمر في ممارسة دورها الوضيع الذي يحاول بعثرة الأوراق وخلط الدين بالسياسة، لأنها اعتادت العمل في الكهوف المظلمة مع خفافيش الإرهاب.وإذا كانت الأمم الكبيرة تسمو فوق جراحها احتراماً لمبادئها التي تنتصر لها حتى أمام أولئك الذين لا يعرفون للجار حرمته ولا للأماكن المقدسة مكانتها، فإن المواقف الإيجابية للمملكة العربية السعودية تجاه الإخوة القطريين والتسهيلات التي تقدمها لهم تؤكد كل يوم احترامها لمبادئ الدين الإسلامي السمحاء وحقوق الجار وإصرارها على تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله بغض النظر عن التوجه السياسي لقيادتهم.خلاصة القول: ستذهب دعاوى نظام «الحمدين» ونظام ولاية الفقيه في طهران لتسييس الحج أدراج الرياح في ظل إدراك الجميع وتقديرهم لما تقدمه السعودية من خدمات جليلة للإسلام عامة ولحجاج بيت الله خاصة.h.jamal@alroeya.com