بما أن الإنسان اجتماعي بطبعه، ولا يحتمل الوحدة؛ فقد نشأت الارتباطات بين الأشخاص، بمشاعر الحب، وتمثلت بين مختلف جوانب الحياة: الروحانية الدينية، والأسرية، والصداقة، والجيرة، وزمالات فرق العمل وغيرها، وقد تكون علاقات متكافئة، وقد تكون بوجهة واحدة وبلا عودة.وهناك علاقات تنشأ داخل أطر هذه الجوانب؛ ليحكمها الصدق، والمصلحة، والانتهازية، والتملك، والقيادية، والتسلط، والنفاق؛ فلا وجود لمعنى الحب فيها بتاتاً، وهناك ما يخيف في نشأة بعض العلاقات في هذا الزمن، وهي علاقة غريبة غير عربية، وتسمى بـ «الفريند زون» وهي عبارة عن علاقة تنشأ بين الجنسين فيضع أحدهما الآخر في المنطقة التي يضعها المحبوب لمحبه، فلا يستطيع أن يرتقي بمحبته للمستوى المطلوب؛ فيُخنَق في زاوية الصداقة والمصلحة.يلجأ هذا الشخص «للكوتش» ليخرجه من أزمته، وفي الحقيقة، قد يوقعه في فخ لا يستطيع الخروج منه، فيجمع بين شخصين لا يتناسبان فيما بينهما، إذا أقحم الآخر مع الأول في مستوى علائقي أعلى.ذلك التوصيف يحدث أحياناً بين الأزواج المستجدين الشرقيين؛ فتبقى العلاقة مبتورة، بسبب الركن الذي حصرت فيه الزوجة زوجها أو بالعكس، وينتهي المطاف بينهما بالانفصال، فلماذا لا ترتقي العلاقات الزوجية الجديدة رغم امتداد دراسة الزوجيْن لبعضهما في فترة الخطبة، وبالفعل فإن هذه المشكلة لو تتكرر قد تتحول إلى ظاهرة في مجتمعاتنا العربية، ورغم تدخل المصلحين والمرشدين والنفسيين؛ إلا أن دور هذه المجالس الإرشادية يكون متأخراً؛ فتفاقم المشكلة لا يحدث إلا بتراكمها وإهمالها.كان فحص ما قبل الزواج حلّاً ناجعاً واستشرافياً، للحيلولة دون الأمراض الوراثية؛ فهل هناك أيضاً حلٌّ استشرافي ذكي، لمنع تعرقل العلاقات الزوجية الجديدة، ليتحقق الامتداد المتين للمجتمع العربي؟s.suwaidi@alroeya.com