دفاتر
قبل أيام رحلت عنا رائدة الشعر النبطي عوشة خليفه السويدي، هذه الشاعرة التي كنت أسمع عنها في طفولتي وكنت أتمنى أن ألتقيها لأنها القدوة التي تأثرت بها مبدعات الشعر في الإمارات. في عام 1990 م عندما أسسنا رابطة للأديبات تحت مظلة نادي المتنزه للفتيات وبدعم من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، كنا شعلة من الإبداع فرحين بهذا الدعم أنجزنا ما نطمح إليه من ندوات ولقاءات وإصدارات، وكان من ضمن خطتنا لقاء شخصيات ثقافية سبقتنا في هذا المجال. ولقاء الشاعرة عوشة كان حلم الجميع، فتاة بدوية خرجت من عمق الصحراء تحمل كل معاني الجمال من القوافي والإبداع، فكانت زيارتنا لها يوماً تاريخياً، حيث استقبلتنا في منزلها في دبي في عام 1992، استمعنا إلى حديثها الشيّق وشعرها الرائع، فهي قامة شعرية وذات تجربة مهمة في الشعر النبطي.استغليت هذه الفرصة لأجري معها لقاء لصحيفة خليجية، وسألتها ما قصة فتاة العرب فقالت: «أعتز بهذا الاسم، وهذا وسام شرف حصلت عليه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما لقبني بفتاة العرب».نعم، هذه الشاعرة المبدعة ابنة الإمارات، كان لها دور كبير في انتشار القصيدة الإماراتية والتحولات الاجتماعية في المنطقة، غنى لها الكثير من كبار الفنانين الإماراتيين، رحلت وتركت لنا إرثاً من الشعر. رحم الله الشاعرة المبدعة عوشة بنت خليفة السويدي.a.zarouni@alroeya.com