ما إن أعلن أحد البنوك الخليجية عن قرب اندماجه مع بنك محلي في مملكة البحرين، حتى طارت أسهم الأخير عالياً، محققة أرباحاً رفيعة في سوق البورصة. ليس الاندماج الأول ولن يكون الأخير بلا شك، فالأوضاع المالية العالمية تحتم على القطاعات التجارية والصناعية تفعيل فكرة الاندماج، بوصفها حالة مساندة لتوفير النفقات وزيادة رؤوس الأموال، وربما تحسين الإنتاجية وجودة الأداء. قبل ذلك استحوذت شركة اتصالات خليجية على إحدى شركات الإنترنت في البحرين أيضاً، وليس بعيداً كانت هناك صفقات شبيهة على مستوى دول الخليج العربية. ما أفكر فيه حقاً هو أن تكون هناك استراتيجية شاملة تدعم الاقتصاد الخليجي عبر خلق شراكات تجارية فاعلة، تعزز من فكرة الخصخصة وتحويل الخدمات الحكومية إلى القطاع الخاص الذي يمتاز بالمرونة والسلاسة، وكذلك تفعيل مبادئ الاندماج بما يساهم في تثبيت الأرضية التجارية بالمنطقة. أعتقد أنه حان الوقت للبدء في دراسات جدوى من هذا النوع، لئلا تكون حالات الاندماج فعلاً فردياً بل ظاهرة تجارية فاعلة. نمتلك في دولنا مقومات تغيب عن معظم العالم، لدينا كوادر وطنية مؤهلة في أفضل التخصصات ومن أعرق الجامعات، نمتلك رؤوس الأموال والقدرة على استقطاب المزيد منها، هناك بنى تحتية لا بأس بها، وأنظمة تشريعية مرنة.. منطقة الخليج العربية قابلة للازدهار والتفوق وهي تحتاج إلى القليل من التخطيط والتسويق الفاعلين لنصبح الأفضل.
a.almarzooq@alroeya.com