في الأسبوع الماضي تحدثت عن التقنية وكيف أنها امتداد لأجسامنا، كل تقنية تعطينا مزيداً من القوة لتحقيق شيء ما، المطرقة امتداد لليد والكاميرا عين أخرى والسيارة تقطع المسافات بسرعة أكبر، كل تقنية تدخل لحياتنا قد تجد فرصة لأن تصبح جزءاً مهماً من النسيج الاجتماعي حتى يصبح وجودها مألوفاً وعدم استخدامها أمراً منكراً.
خذ على سبيل المثال تقنية كانت في الماضي مألوفة بين الناس هنا في الإمارات وبلدان أخرى، هاتف ذكي بشبكة خاصة به ولوحة مفاتيح مميزة يعرف بها، أصبحت هذه التقنية منتشرة لدرجة أن سؤال «ما هو معرفك» لم يعد مستغرباً أو حتى يحتاج لشرح، وعندما أجبت مرة على السؤال بأنني لا أملك معرفاً أو هاتفاً من هذا النوع كان الاستنكار قوياً بل حتى سمعت نبرة الأمر عندما طلب مني صديق أن أشتري الهاتف لكي نتواصل عن طريق هذه الهواتف، لم أفعل وكادت أن تموت هذه الهواتف وانتقل الناس لغيرها.
الآن، شبكات التواصل الاجتماعي الكبيرة مثل «فيسبوك» أصبحت جزءاً مهماً من النسيج الاجتماعي لدول عديدة حول العالم، المشكلة أن «فيسبوك» وتطبيقاته مثل واتسآب استخدمت وما زالت تستخدم لنشر الأخبار الكاذبة، وهي ليست أخباراً بريئة بل بعضها قاد الغوغاء لعمليات إعدام لأبرياء لا علاقة لهم بأي شيء من الأخبار الكاذبة، أعمال عنف تندلع في بعض البلدان لدرجة جعلت فايسبوك يتحرك ويحد من القدرة على التواصل عن طريقه لكي يحد من انتشار الأخبار الكاذبة.
لكن «فيسبوك» ليس جاداً كفاية، في الأيام الماضية قرأت نقداً من أشخاص كثر وجهات عدة تنتقد الشبكة على أنها مأوى ومكان لنشر الأخبار الكاذبة، هناك جهات معروفة ومواقع معروفة بصناعة الأخبار الكاذبة وتجد لها جمهوراً كبيراً في فايسبوك ومع ذلك يرفض الموقع منعهم وإيقافهم على معرفته للضرر الذي يتسبب به هؤلاء في عدة مجتمعات.
لنعد إلى التقنية، يمكن أن نقول إن الحاسوب امتداد لعقولنا، ولست أعني أن عقولنا تعمل كالحاسوب بل أن الحاسوب أداء تواصل ومعلومات والشبكات الاجتماعية جزء من ذلك الآن، وهذه الشبكات تدار ببرامج وخوارزميات صممت لكي تشد انتباه الناس وتقودهم للمزيد من التصفح ورؤية المحتوى الذي يكون خفيفاً غالباً، هذه الشبكات أصبحت جزءاً مألوفاً من حياتنا لكن كغيرها من التقنيات يمكن أن تذبل وتضمحل وتصبح جزء من التاريخ، وهناك الآن ما يكفي من الأسباب لترك هذه الشبكات فضررها على الفرد والمجتمع معروف وواضح، التواصل يمكنه أن يستمر عن طريق تقنيات أخرى.
a.muhairi@alroeya.com