الجمعة الماضية كنا على موعد مع حادثة خسوف القمر، ويوم السبت بعد المقبل، سنكون على موعد مع كسوف الشمس، وكلنا نؤمن بالتفسير العلمي لهاتين الحادثتين الكونيتين، ولغيرهما مما يماثلهما، والشرط هنا هو عدم تجاوز النصوص الدينية التي جاء ذكرها فيهما، أو تجاوز الفهم الصحيح لتلك النصوص.
الحادثتان مكن الله تعالى عباده من معرفة وقت حدوثهما، ولا يعني ذلك التهوين من شأنهما، ولن يضر عظمتهما القول إنهما ظواهر طبيعية، يجب التعامل معهما من دون رعب، ولا يضر التمكن من متابعتهما بالنظارات الطبية، أو بأجهزة التلسكوبات المخصصة، أو بغيرها من وسائل.
الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وخلقان من خلقه، ومسخران في الكون بأمره، وما كان لهما الخروج عن أمره سبحانه، وإذا خرجا عن سنتهما المعتادة، فإنما ذلك بأمره النافذ، وحكمته البالغة، ومنها التذكير بقدرته وسلطانه عز وجل، وأن ذلك إنذار، وليس عذاباً أو عقوبة، كما يحلو للبعض قوله.
أختم بما نقله الإمام ابن حجر العسقلاني، في كتابه "فتح الباري"، قال: «قال ابن دقيق العيد، ربما يعتقد بعضهم أن الذي يذكره أهل الحساب ينافي قوله يخوف الله بهما عباده وليس بشيء، لأن لله أفعالاً على حسب العادة، وأفعالاً خارجة عن ذلك، وقدرته حاكمة على كل سبب، ثم يقول، الذي يذكره أهل الحساب حقاً في نفس الأمر لا ينافي كون ذلك، مخوفاً لعباد الله تعالى». اللهم اجعلنا نخشاك، وأسعدنا بتقواك.
a.fadaaq@alroeya.com