الدراسة بشكلها التقليدي تحتاج الكثير من التفكير، جلوس الطلبة في المقاعد لساعات طويلة، المدرسين غير المؤهلين نفسياً، الطلبة المحبطين والمستهزئين الذين يأتون بمشاكلهم النفسية من المنزل إلى الفصول، والكثير من الأشياء السلبية التي لا تتوقف من وجود هذا الكم الهائل من الطلاب في مكان واحد بهدف واحد وطريقة واحدة في التلقين والدراسة، فضلاً عن المدرس المحبط الذي يجري وراء لقمة العيش بعيداً عما تمنى أن يكون وأنه يقوم بذلك من أجل الراتب فقط. إنها ليست الصورة بأكملها فهي لا تخلو من الإيجابيات ولكنه جانب مظلم يحتاج أن نفكر به ونحن بصدد التحولات التكنولوجية من عصرنا المعتاد إلى الذكاء الاصطناعي الذي نتوقع أن يطغى على الكثير من الأشياء في المستقبل، هل سنحتاج يا ترى بعد فترة قليلة أن نصمم منهاجاً خاصاً لكل طالب حسب ميوله وقدراته ومواهبه وتأهيله لسوق العمل المفتوح، هل نحتاج أن نكتشف المواهب ونؤسس آلية تعنى بالطالب الموهوب أياً كانت مواهبه كي يكون أقصى ما يمكنه أن يكون بنظام محوكم وشراكات مع مؤسسات حقيقية لتبني المواهب واستغلال طاقاتها لتكون فاعلة في سوق العمل لا في الوظائف المعتادة بلا إبداع؟ كل تلك التساؤلات تحتاج تفكيراً عميقاً وربما ورش عمل حقيقية مستمرة تعمل ضمن منظومات المجتمع لتراقب التحسين المستمر للوصول لصورة نتخيلها الآن ونمضي في الطريق للوصول لها لنكسر النمطية في التعليم ونصنع العلامة الفارقة للمستقبل. t.salem@alroeya.com