هل للحب زمن يصحّ فيه وإن تجاوزه فسد؟ متى يكون الحب حقيقياً ومتى يكون زائفاً؟ هل القلوب في كل الأعمار قادرة على الحب؟ هل يحق للخريف والربيع أن يلتقيا على طريق الحب ويكملا الدرب معاً؟ هذه بعض الأسئلة التي تطرحها وتحاول الإجابة عنها رواية (يكفي أننا معاً) لعزت القمحاوي من خلال علاقة حب جارف تنشأ بين المحامي الستيني البارع في مهنته الذي يكسب جلّ القضايا ببراعته اللغوية، والمعمارية طالبة الدكتوراة العشرينية المفتونة بالرجل الوقور، شخصيتان جمعهما الحب: حب العمارة والأدب والفن، وحب الحياة. حب صادق يلمسه القارئ في مشاعر جياشة بينهما جمعت الحبيبين، فالحب الحقيقي لا يعترف بالعمر، والإنسان قادر على المحبة ما دام قد وجد نصفه الآخر. وقد يشيخ الجسد لكن القلب حينما يدق للحب فإنه يعيده شباباً من جديد، ومع ذلك فلشيخوخة الجسد سلطتها وسطوتها التي تتجاوز القلب والحب والجميع، فتكون لها الكلمة الفصل، لتنهي حباً ما كان له أن ينتهي لو كبُر الحبيبان معاً، لو عايشا الأزمات معاً، لو تشاركا أمراض الكبر معاً، لكنه الزمن.
r.alkilani@alroeya.com