إلى متى سيظل نظام الحمدين في قطر مصراً على ترديد الأكاذيب التي يحاول من خلالها إيهام شعبه والعالم بأنه بريء من الإرهاب ؟ ومتى تتحرك العواصم الدولية لوقف مهاتراته بعد كشف ادعاءاته؟
فإذا كانت بعض العواصم الغربية - التي يغدق عليها تنظم الحمدين الكثير من المال والعطايا - قد انخدعت لفترة بأكاذيبه، فإن وسائلها الإعلامية قد فضحت بالدلائل قطعية الثبوت حججه الواهية، الأمر الذي يفرض عليها التحرك الفعّال لوقف نشاطه الإرهابي.
ومن المخجل أن يستمر تنظيم الحمدين في هجومه غير المبرر على الدول الأربع التي قاطعته، في الوقت الذي تتكشف فيه كل يوم فضائحه التي أنفق عليها الملايين من قوت شعبه.
وإذا كانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية قد تناولت ملف قضية «احتجاز الرهائن القطريين في العراق» عام 2015، والتي اتخذتها قطر كغطاء لتمويل جماعات إرهابية بأكثر من مليار دولار، فإن هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» قدمت الوثائق التي تدين قطر وتكشف تورط تنظيم الحمدين في دعم جماعات وأفراد صنفتهم واشنطن على أنهم إرهابيون، مثل كتائب حزب الله العراق، وجبهة النصرة، وداعش وغيرها.
وهنا نتساءل مرة أخرى..هل كان العالم في حاجة إلى تقرير لوسيلة إعلام غربية يتحدث عن علاقة قطر بالإرهاب حتى يتأكد أن الدوحة تدعم إرهابيين وتستخدمهم لإيذاء دول أخرى وشعوب استعصت عليها؟ فمن الواضح أنه لا توجد فروق جوهرية بين المعلومات التي وردت في تقرير «بي بي سي» حول علاقة قطر بجماعات وتنظيمات وشخصيات إرهابية في سوريا ولبنان والعراق، وبين المعلومات التي كشفت عنها الدول الأربع المقاطعة لقطر حول تورط الدوحة في دعم الإرهاب.
فالمتتبع للقضية يدرك تماماً أن التفاصيل التي ذكرتها «بي بي سي» ومن قبل صحيفة الواشنطن بوست، قد كُشف عنها من قبل بيان الدول الأربع الذي صدر قبل أكثر من عام، والذي رصدت فيه قيام الحكومة القطرية بتقديم أموال ضخمة لدعم جماعات إرهابية بالعراق، وخلفيات اللقاء الذي عقد بين وزير الخارجية القطري عبدالرحمن آل ثاني بقاسم سليماني في بغداد. خلاصة القول.. سيظل تنظيم الحمدين مروجاً لأكاذيبه طالما بقيت العواصم الغربية صامتة ولا تحرك ساكناً، رغم اقتناعها التام بدعم هذا التنظيم للإرهاب الذي تكتوي بناره بين فترة وأخرى.
h.jamal@alroeya.com