عمر ياسر وأميرة سيد

ما وظيفة الإعلام الجديد؟ أيا كان المعنى الذي يعبر عنه هذا المفهوم وفقاً لخصائص كثيرة تميزه وأهمها الانسجام والتفاعلية؟ فاليوم وبعد أن أصبح جزءاً أساسياً من ثقافة عامة قوامها إلغاء الحدود والاتصال المستمر، يبدو أن القاعدة الوحيدة الثابتة في الإعلام الجديد هي التغيير والتمدد بعيداً عن كل التقاليد والأعراف، التي طالما كانت مثيرة للجدل بين المدارس الإعلامية المختلفة. فالشبكة حاملة التجربة غير المكتملة محض وعاء، فهي أبعد ما تكون عن الحيادية بعد أن تحولت إلى الأداة والمحتوى في آن، إذ لم يعد لكل جنس إعلامي مساره الخاص، وتحول المكتوب على سبيل المثال إلى مرئي ومسموع وتفاعلي في آن، في محاولة لإشباع مستخدم لا تثير المصطلحات المصقولة مثاراً شهيته، فهو يبحث عن بلاغة إعلامية جديدة -لا فصيحة ولا محكية - تخضع للقواعد الرقمية التي غلبت الفصاحة المرئية على اللغوية دائماً. غير ذلك في وظيفة الإعلام التقليدي ولا شك، فهي ليست مقتصرة على الجمع والتحليل والإخبار والنقل، بل إنها تبدأ من الجماليات - وهي تكنولوجية بالضرورة ـ وتجريبية في آن، تكمن قبل كل شيء في الواقعية الممتزجة بالافتراضية ضمن الإطار الرقمي. في ضوء ذلك ما هي المسافة الفاصلة بين الهدف الوظيفي للوسيلة الإعلامية وبين التجريب ؟ ومن يقود من نحو الاستحداث والابتكار الذي أصبح ضرورة تسبق المحتوى في أحيان كثيرة؟ في رأيي القائد هنا «الأداة المحتوى» التي حولت الوسائل الإعلامية على اختلاف أنواعها، إلى مجرد تابع في المظهر والمضمون ؟ ولو أردنا أن نطرح فكرة البلاغة الإعلامية في هذا العصر، فلابد أن نتساءل عن السياق أولاً، الذي من الطبيعي جداً أن يتخذ لنفسه مساراً مختلفاً عما اعتدنا عليه طوال عقود سابقة، وعن القائمين على الصناعة الإعلامية والفاعلين فيها ثانياً، إذ لم تعد هناك منطقة آمنة في عصر يطالبهم بتغيير قواعد اللعبة وكسر النمطية السائدة، والقفز على الحواجز الواقعية باتجاه تحقيق ما هو لا محدود ولا اعتيادي، أو ما يمكن تعريفه بالبلاغة الإعلامية الجديدة التي تعني تداخل الأجناس الإعلامية وذوبانها، بحيث لم يعد يميز أحدنا إن كان يشاهد أو يقرأ أو يسمع، إنها بلاغة جديدة بحاجة إلى فصحاء جدد. s.alshehi@alroeya.com

أخبار ذات صلة