في ظل تعاون اقتصادي واتفاق سياسي وتكامل ثقافي وإنساني وتبادل معرفي وحضاري، تأتي الزيارة الحالية للرئيس الصيني شي جين بينغ لدولة الإمارات.
فالزيارة تاريخية بالمعنى الدقيق للكلمة في ضوء ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من أحداث متسارعة، وخصوصية العلاقات بين البلدين في جميع المجالات. ومن الواضح أن الجانبين الإماراتي والصيني يعولان كثيراً على نتائج هذه الزيارة في بناء شراكة متكاملة طويلة المدى اقتصادياً وسياساً وثقافياً،تعود بالنفع على شعبي البلدين والمنطقة. وفي هذا الإطار جاءت تأكيدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على متانة العلاقات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الوثيقة التي تربط الإمارات بالصين وأن البلدين يؤديان دوراً محورياً في استقرار المنطقة ومستقبلها الاقتصادي.
وفي هذا الإطار استهلت الإمارات احتفاليتها بالصين بتدشين النسخة العربية من كتاب الرئيس شي جين بينغ حول الحكم والإدارة والذي ينقل رؤيته حول السياسة والاقتصاد والمجتمع والشؤون العسكرية والدبلوماسية إضافة إلى المجالات الثقافية وخبرته الكبيرة في إدارة شؤون بلاده.
ولا يمكن لعين المراقب لهذه الزيارة أن تغض الطرف عن الأثر الإيجابي الذي تركته زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» للصين في مايو عام 1990 والتي أسست لعلاقات متينة نرى آثارها وثمارها وانعكاساتها الإيجابية في مجمل العلاقات بين البلدين بشكل جلي.
وفي ضوء حرص قيادتي البلدين على تدعيم العلاقات بينهما في جميع المجالات، تجاوز التبادل التجاري بين البلدين سنوياً حاجز الـ 50 مليار دولار، ما جعل الإمارات الشريك الأكبر للصين في المنطقة العربية حيث تستحوذ على 23 في المئة من حجم التجارة العربية مع الصين وهي أيضاً ثاني أكبر شريك تجاري لها على مستوى العالم.
وفي النهاية يمكن القول إنه إذا كانت شمس الحضارة الصينية قد أشرقت على مدى أسبوع في دولة الامارات، فإن زيارة الرئيس شي جين بينغ لها اليوم ستفتح الطريق لشراكة قوية في جميع المجالات، فمرحباً بالرئيس الصيني.
h.jamal@alroeya.com