ازدهار ثم ركود فانهيار.. هذا ما حدث في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، حيث بدأ الانهيار الاقتصادي من أمريكا وسوق أسهمها ليتسلل بعدها إلى بقاع عدة من العالم، وعمَ الكساد الكبير. هل التاريخ سيعيد نفسه ولكن بصورة مغايرة مع بوادر حرب تجارية ربما شنتها الصين مع جمع من الحلفاء الأوروبيين، من دون أسلحة في مواجهة صارمة ضد أمريكا التي فرضت زيادة الرسوم الجمركية على صادرات الصين من المعادن والصلب؟! اقتصاد العالم في الأعوام المقبلة ستحمله سفينة تشق عباب المحيطات وستتعرض لهزات ومفاجآت.. فهناك دول سوف تعاني من الركود في اقتصادها، ودول سوف تبهر العالم بنموها الاقتصادي.. اقتصاد الدول اليوم سيقف صفاً إلى صف لتطلق صافرة الحكم معلنة بداية ماراثون هائل نتائجه خلاف التوقعات.
إن السبب الحقيقي للحروب العسكرية، كما قال هتلر، طلب الرخاء الاقتصادي، فما بالنا اليوم مع هذه التوتر الاقتصادي الذي ينذر بحروب اقتصادية من دون أسلحة ولا خسائر في الأرواح، كما يظن البعض، بينما هي في الحقيقة أشد ضراوة وعنفاً من الحروب العسكرية، فاشتدادها وحتى نهاياتها لن تبشر بالخير على العالم، لذا يحذر صندوق النقد الدولي من وقوع هذه الكارثة.
الصين على الرغم من محاولاتها في الحفاظ على مصالحها بتجنب الحرب أياً كان نوعها مع أمريكا، فإن هناك من سيحاول جرها إلى قيادة هذه الحرب التجارية نكاية في الرئيس دونالد ترامب. الأوروبيون والآسيويون في مواجهة مع ترامب.. الأوروبي يدفع الآسيوي للانتقام، ولكن الآسيوي يبدو أنه أكثر تعقلاً، وأقل رغبة في الانتقام، لذا فهو يبحث عن رخاء اقتصادي، من دون معارك خاسرة للأطراف كلها.. فهل نراهن على تعقل الصين، أم على جنون الأوروبيين؟
a.alfowzan@alroeya.com